أعلن الجيش الوطني اليمني تحرير سلسلةٍ جبليةٍ في مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة (جنوب) والتقدُّم في جبهة مقبنة في محافظة تعز (غرب). سياسياً؛ شدَّدت الحكومة الشرعية مُجدَّداً على وجوب التزام أي مبادرةٍ للحل بالمرجعيات المعتمَدة. وعبر مركزه الإعلامي؛ أفاد الجيش الوطني بتحرير وحداته، المسنودة بالمقاومة الشعبية، مواقع جديدة في بيحان صباح أمس، بعد معارك متواصلة منذ أيام ضد الانقلابيين (ميليشيات عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح). ونقل المركز عن مصدرٍ عسكري أن الوحدات حرَّرت السلسلة الجبلية المطلّة على وادي بيحان و»على خطوط إمداد الميليشيات إلى منطقة الصفراء القريبة من منطقة الصفحة». وصرَّح المصدر «أبطال القوات المسلحة، ومعهم رجال المقاومة، في معنوياتٍ عالية، وصامدون من أجل تحرير ما تبقّى من محافظة شبوة». وخلال الأيام القليلة الماضية؛ أعلنت قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة) تحرير مواقع عدة في جبهة بيحان. على جبهةٍ أخرى؛ أشار المركز الإعلامي للجيش الوطني إلى تقدُّم قوات الشرعية في مديرية مقبنة في تعز. وذكر أن الجيش والمقاومة حرَّرا أجزاءً كبيرة من جبل العويِّد في العبدلّة والتبة المطلّة على جبل الحصن الواقع في شمال العبدلّة وجنوب منطقة الأخلود. ونقل المركز عن مصدرٍ عسكري أن «أبطال الجيش هاجموا مواقع الميليشيات الانقلابية في مديرية مقبنة ما أدى إلى مقتل 4 من عناصر الميليشيات وإصابة 9 آخرين» مقابل إصابة فردين من قوات الشرعية. وأفاد المصدر، عصر أمس، بأن «الاشتباكات لاتزال مستمرةً غرب جبل العويِّد، وفي منطقة الحُجر، وجبل الحصن». وفي وسط مدينة تعز (مركز المحافظة)؛ قُتِلَت طفلة تدعى سهام محمد وأصيبت أخرى، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الموالية للشرعية «سبأ». وأشارت الوكالة إلى «تعرض الطفلتين إلى عملية قنص (من جانب الانقلابيين) أثناء عودتهما من مدرستهما في شارع الثلاثين» إذ «كان القناص يتمركز في تلّة القارع شمال غرب معسكر الدفاع الجوي». وأورد موقع «المصدر أونلاين اليمني» المعلومات ذاتها، ولفت إلى إصابة طفل يدعى محمد عباس في مديرية صبر الموادم في المحافظة «نتيجة تعرضه لشظايا قذيفة أطلقها الحوثيون من مواقعهم في تبة الجعشة». في غضون ذلك؛ جددت الحكومة الشرعية التعبير عن تمسكها بالمرجعيات السياسية المعتمدة، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي خصوصاً القرار 2216 الصادر في إبريل 2015. واعتبر وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، أن أي مبادرةٍ للحل السياسي ينبغي أن تلتزم بهذه المرجعيات إضافةً إلى «ما تمّ الاتفاق عليه في مشاورات السلام السابقة التي انعقدت في سويسرا والكويت «كي ينعم أبناء الشعب اليمني بسلام حقيقي مستدام». وجاء تأكيده لدى لقائه أمس في الرياض السفير البريطاني لدى بلاده، إدموند براون. وأبدى المخلافي، وهو نائب رئيس الوزراء أيضاً، ارتياحه لدعم بريطانيا الشرعية الدستورية وجهود حل الأزمة عبر الأممالمتحدة. وأوضحت وكالة «سبأ» أن اللقاء ناقش «المستجدات ونتائج اجتماع اللجنة الرباعية الخاصة باليمن» إلى جانب «التصريحات الأخيرة التصعيدية وغير المسؤولة لطرفي الانقلاب التي تكشف نواياهما الحقيقية الرافضة للسلام وعدم اكتراثهما بالمعاناة الشديدة لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج». وتحدث السفير البريطاني، بدوره، عن تحسن ملحوظ تشهده المناطق المحررة في اليمن، مشيداً ببدء الحكومة الشرعية تقديم الخدمات لمواطنيها، بحسب ما نقلت عنه «سبأ». وشدد السفير على أهمية استئناف المشاورات السياسية «للتوصل إلى حل عادل ومستدام للصراع وفقاً للمرجعيات الثلاث»، مديناً «التصريحات الأخيرة غير المسؤولة لطرفي الانقلاب، والتي لا تخدم التسوية السياسية». وبريطانيا عضو في اللجنة الرباعية بشأن اليمن التي تضم أيضاً السعودية والإمارات وأمريكا. ووفقاً للسفير براون؛ يجري الإعداد لاجتماعين مقبلين في الرياض لممثلين عن دول «الرباعية»، بحضور ممثل عن الحكومة اليمنية الشرعية سيقدم رؤيتها حول الاحتياجات الاقتصادية والإنسانية الملحَّة.