دعت واشنطن الحكومة اليمنية إلى الموافقة على خطة السلام المفصلة في خريطة الطريق التي أعلنها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد أبلغ المبعوث الدولي تحفظاته على هذه الخطة، لأنها تتعارض مع المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني. وجاءت الدعوة الأميركية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر، الذي أكد أن واشنطن تدرك أن الخطة «تتضمن خيارات صعبة». لكنه شدد على أن التسويات والتنازلات ستكون ضرورية لجميع الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية دائمة. وأوضح تونر أن الخطة «لم يكن يراد منها أن تكون اتفاق سلام نهائياً، لكنها تطرح إطار عمل صلبا لإنهاء الصراع وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن، وهو هدف يجب أن يدعمه الجميع». وطالبت الخارجية الأميركية جميع الأطراف بدعم خريطة الطريق «على أنها أساس للتفاوض المباشر لتحقيق اتفاق سلام شامل ينهي الصراع، ويسمح للمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بالوصول إلى اليمنيين». ميدانياً، أعلن محافظ صعدة هادي طرشان، أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنا من تحرير أكثر من 14 موقعاً، بعد مواجهات عنيفة مع الميليشيات الانقلابية للحوثيين والرئيس السابق علي صالح، في محيط منفذ علب وخلفة باتجاه مديرية باقم في المحافظة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن طرشان، أن القوات المسلحة كبدت الميليشيات خلال اليومين الماضيين خسائر فادحة، وقتلت منهم العشرات في منطقة مندبة التي يتقدم فيها الجيش والمقاومة وتُعتبر منطقة استراتيجية، باعتبارها تطل على قرى سحار الشام وطريق باقم وأبواب الحديد وجبل شعير. وأشار محافظ صعدة إلى أن وحدات عسكرية من فرق الهندسة تقوم بتمشيط المواقع المتقدمة والتقدم نحو مديرية باقم. كما أشاد بدور اللواء الخامس من حرس الحدود، والمقاومة الشعبية، والوحدات العسكرية، التي تقاتل في معركة تحرير صعدة، مشيراً إلى أن الميليشيات تزرع الألغام في كل الطرق المؤدية إلى المحافظة في البقع وعلب. إلى ذلك، قتل ستة مسلحين من ميليشيات الحوثي وصالح وجرح عشرة آخرون في هجوم فاشل على مواقع الجيش الوطني في محافظة تعز أمس. وذكر مصدر عسكري أن عناصر الجيش صدوا هجوماً للميليشيات في جبهة مقبنة غرب المحافظة، وكبدوها خسائر فادحة. ولفت المركز الإعلامي للقوات المسلحة، إلى أن الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية، شن هجوماً معاكساً على الميليشيات في جبل النُبيع والمضابي بالعشملة بجبهة مقبنة، وأجبرها على التراجع، وأسفرت المواجهات عن تكبيد الميليشيات خسائر في الأرواح والمعدات، فيما أصيب اثنان من الجيش الوطني. وصد الجيش اليمني والمقاومة هجوماً للميليشيات غرب تعز، حيث وقعت مواجهات واسعة تكبدت خلالها الميليشيات خسائر كبيرة. وذكرت مصادر عسكرية أنه سقط 20 من عناصرها على الأقل بين قتيل وجريح. كما استعادت قوات الشرعية عدة مواقع في محافظة شبوة، وأعلن قائد أركان حرب كتيبة الحزم أحمد القيلي، أن قوات الجيش تقدمت باتجاه منطقتي الساق والصفحة وقطعت على الحوثيين خط بيحان، الرابط بين شبوة ومأرب، والذي كانت تستخدمه الميليشيات في تهريب الأسلحة والمخدرات. كما تحدثت فرق الهندسة التابعة للجيش عن نزع 600 لغم زرعتها ميليشيات الانقلابيين في محيط مدينة بيحان التابعة لمحافظة شبوة.