احتفلت جامعة نجران وإدارة سجن المباحث في مدينة أبها بتخريج الدفعة الأولى من النزلاء والبالغ عددهم 27 طالبا في مختلف التخصصات من جامعة نجران بعد أن أكملوا تعليمهم الجامعي داخل السجن. وحظي الحفل بوجود عدد كبير من مسؤولي الجامعة والمباحث عضو هيئة العلماء المشرف على فرع مركز محمد بن نايف للمناصحة أ.د جبريل بن محمد البصيلي وكذلك عدد من مديري الدوائر الحكومية. وأوضح وكيل جامعة نجران الدكتور محمد فايع في كلمة بمناسبة حفل تخريج الدفعة الأولى من نزلاء سجون المباحث العامة أن هذا الحفل لا يضاهيه أي احتفال فهو فرحة ليس فقط للخريجين، بل فرحة للوطن أجمع الذي بفضل الله هيأ لجميع مواطنيه بقيادته الحكيمة التعليم والمعرفة أينما كانوا لأن شباب هذا الوطن في مختلف مواقعهم هم عماده وأساس نهضته وتقدمه. وأضاف «امتزجت دموع الفرحة بالحزن، فرحة بما نراه من شغف لدى أبنائنا الطلاب في السجون للدراسة وحرصهم على إكمال مسيرتهم التعليمية لمستقبل مشرق ينتظرهم وحزن على ظروف الحياة القاسية التي آلت بهم لأن يكونوا في هذا الموقع لكن قوة إصرارهم جعلت منهم أقوياء في العلم». وأكد فايع أنه كما للسجون دور في الإصلاح فإنه كذلك للجامعات دور أيضا كبير في ذلك وهو ما تقوم به جامعة نجران من خلال ما تقدمه لطلابها وطالباتها من مشاركة فاعلة في التعليم والتأهيل والإصلاح. وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن الطلاب الموقوفين الذي درسوا في جامعة نجران تناول مسيرة الإصلاح والتأهيل إلى أن تخرجوا في الجامعة. وأوضح عميد عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة نجران د. صالح نمران الحارثي أنه تم توقيع اتفاقية مع سجون نجران في عام 1432ه، لمواصلة الموقوفين دراستهم في الجامعة في عدد من برامج الجامعة، وبدأنا في تنفيذ هذه البرامج منذ الفصل الثاني عام 1432ه. التحق ببرامج الجامعة عدد كبير من الموقوفين من سجن المباحث العامة منذ عام 1432، ويتم التنسيق من قبل عمادة المجتمع في جامعة نجران مع قسم التعليم في إدارة سجون المباحث مع مطلع كل فصل من أجل تقديم المحاضرات الدراسية في قاعات مهيأة داخل السجن، وكذلك يتم في مقر السجن الاختبارات النهائية وفق لجنة تحضر من جامعة نجران. من جهته أوضح عميد القبول والتسجيل والمتحدث الرسمي لجامعة نجران د. زهير العمري أن عدد الطلاب المقيدين من سجون المباحث 125 طالبا وتخرج 27 طالبا، وشدد على حرص العمادة على تسهيل إجراءات تسجيل الموقوفين إلكترونيا بعد التنسيق مع عمادة خدمة المجتمع باستلام طلباتهم وتسجيلهم مباشرة في النظام الأكاديمي، ومتابعة كل أمورهم الأكاديمية من قبول، وتسجيل، وحذف وإضافة للمقررات. من جانبه أوضح مدير عام سجون أبها أنه لن ينسى موقفا أكاديميا رائعا لجامعة نجران يتمثل في أن أحد الموقوفين وصل لمدينة جدة لترحيله إلى بلده، ولم يتبق له إلا مقرر دراسي، وتواصل مسؤولو جامعة نجران مع إدارة المباحث بشأن التنسيق بخصوص المقرر المتبقي، وتم إرسال لجنة من جامعة نجران لاختباره في مدينة جدة، وحصل الموقوف في الترحيل على شهادة البكالوريوس في عمل ينم عن إحساس بالمسؤولية من مسؤولي الجامعة، وحرصهم حتى آخر لحظة في استكمال مسؤوليتهم الاجتماعية التي خطوها مع سجون المباحث منذ 5 سنوات، وشراكتهم الفاعلة معنا في التعليم والتأهيل والإصلاح.