قال الله في كتابه العزيز «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، وجاء في مفهموم الآية أننا شعوب مختلفة في جميع نواحي الحياة والهدف من هذا لنتعارف ونكون مجتمعاً لا يعيش في صراع على قبيلة أو على لون أو على دين أو على ميول، نكون مجتمعاً ترتقي به الأرض. وفي عصرنا الحالي الأرض أصبحت مملوءة بالدماء، مملوءة بالحقد، مملوءة بالعنصرية.. أصبحنا لا نتزوج من قبيلة معينة بسبب العنصرية والعادات والتقاليد، أصبحنا نعرف ميول الشخص لكي نقرر هل نستمر في صحبته قبل أن نعرف تفكير هذا الشخص وكيف هي أخلاقه، أصبحنا نتحيز لنادٍ نتحمس في تشجيعه ونقذف النادي الآخر. هل نحن فعلاً طبقنا هذه الآية بحذافيرها في حياتنا ونحن في عصر السوشيال ميديا، لابد أن نتواصل مع جميع فئات البشر، نتبادل ونتعارف لا نقذف هذا وهذه بسبب ميول كروية أو بسبب قبيلة معينة، لابد أن نطبق مبدأ أن لكل شخص جانباً إيجابيّاً وجانباً سلبيّاً، علينا أن نتعمق في النظر داخل البشر لكي ندرك الجانب الإيجابي ونركز عليه، وأن لا يطغى الجانب السلبي على الإيجابي، وأن نتقبل جميع فئات البشر لا فئة معينة لكي نرضي العادات والتقاليد، لابد من أن نرضي رب هذه الأرض الذي أعطانا إياها أمانة نزرع فيها الخير ونترك الشر والتعصب والعنصرية، لابد أن نربي أطفالنا على عدم التعصب لأي فئة ليكونوا جيلاً قادماً بلا تطرف وبلا عنصرية، لكي لا نعود إلى عصر الجاهلية ونحن في عصر الحداثة والتقنية، لابد أن نعالج هذه الظواهر ونتفكر في حال الأمة وما وصلت إليه ونحن منشغلون بهذه العادات السيئة، وفي النهاية نتذكر أن الله أوصانا بآية كريمة كأنها تصف حال هذا الزمن حيث قال «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ».