كم مرة سمعت عزيزي القارئ الكريم من يرثي حظه العاثر ويقول «أهذا كل ما هناك؟». إن رواد سفينة (أبوللو) الذين وهبوا حياتهم كلها للحظة الوصول إلى القمر كانوا غاية في التفاؤل والسعادة في تلك اللحظة الخالدة العظيمة، ولكن بعد رجوعهم إلى الأرض أصيب بعض منهم بحالة اكتئاب شديدة، فبعد رحلتهم العظيمة لم يبق هناك شيء بالنسبة لهم يتطلعون إليه: كيف يكون هناك هدف أكبر من وصولهم للقمر واكتشاف عالم مجهول جديد مثل الفضاء الداخلي المتمثل في العقل والقلب؟!. نحن جميعاً في حاجة إلى إحساس مُستمرٍ بالنمو العاطفي والروحي؛ فهو الغذاء الذي تحيا به أرواحنا وتزدهر وتتطور وبالتالي تستمر. ولذلك فعندما تقترب من تحقيق أهدافك التي سعيت إليها اعمل فوراً على وضع أهداف جديدة تُنشئ لنفسك بها مستقبلاً جديداً، فريداً ومتميزاً. ما هو الهدف النهائي؟ ربما يكون التطلع إلى المساهمة في الحياة بشيء ذي قيمة!؟ أو إنجاز شيء ما لا طالما حلمت به؟ حقيقة أنا لا أعلم ما هي أهدافك إلا أن إيجاد طريقة لمساعدة الآخرين – هؤلاء الذين يهموننا ونهتم بهم بحق – يمكن أن يُهمنا دائماً وأبداً طول حياتنا. وهناك دائماً مكانٌ في حياتنا لهؤلاء الذين يريدون أن يهبوا وقتهم، وطاقتهم، ورأسمالهم، ومقدرتهم على الابتكار، ثم الالتزام بكل ذلك. ما هو التصرف البسيط المملوء بالرحمة والعطف الذي يمكن أن تفعله لشخص آخر اليوم؟ قد يكون إماطة أذى عن الطريق؟ وقد يكون مساعدة ضرير لعبور الشارع؟ وقد يكون إرشاد تائه لطريق!؟ وكما في الحديث الشريف (وتبسمك في وجه أخيك صدقة.. وأمرٍ بالمعروفِ صدقة..). وكل معروف صدقة أيضاً. اتخذ قرارك الآن. وتصرف بناءً عليه، ثم انظر كيف تشعر بعد ذلك، وتأكد من تقديرك لهذا الشعور الجديد بالسعادة.