تختلف المآرب والمسلك واحد للساعين أو المجربين للتمرغ على بلاط تلك السلطانة (الشهرة) وخطب ودها. فإن نسلم بحاجة النفس البشرية للإطراء والمديح والشعور بالاهتمام ولفت الانتباه، وحب الإنسان لأن يشار له بالبنان ويغدو حديث المجالس ويذاع صيته ويعلو شأنه، إلا أن الشهرة حين تلقي بظلالها على حياة أحدهم فهي سلاح ذو حدين، خيرها في مكاسب مادية وزيادة معارف وتشعب علاقات، وصوت مسموع لمحبوب الجماهير ذاك، وهذا حق مشروع وخير وفير ونعمة مغبوط صاحبها إذا ما جعل منها نصيباً لميزان الآخرة أو عملا لصالح البشرية. والشهرة ذاتها قد تغرر بأصحاب القلوب الضعيفة أمام القفزة السريعة من القاع إلى القمة فتسبغ على هذا الساذج أو الصغير أو المشهور بالصدفة غروراً أو تباهياً زائفاً أو فقداناً للهوية، أو تعلمه الكذب والتلفيق والافتراء لكسب رضا الناس، وقد يصاب بفرط ثقة بالنفس توصله لجنون العظمة فيزدري من حوله ويتعالى عليهم رغم أنهم من قادوه وكانوا السبب لما آل إليه حاله من رفعة. بالتأكيد أن أغلب البشر سيقول امنحوني الشهرة ولن تغير بي قدر أنملة وسأحسن التعامل معها، وأظنه لسان حال ومقال كل مشهور قبل أو في أول مشواره في طريق الشهرة لهذا العتب مرفوع والأمر لله من قبل ومن بعد، لذا دعوني أخبركم بوصفة الطريق المختصر للشهرة من واقع ملموس وحقيقة لا غبار عليها وبتجارب مشاهدة ومعاشة، فمن رأيي أن أيسر دروب الشهرة الصاروخية (استفزاز شعبنا) شعبنا السعودي بات حضوره سواء معجباً أو متهكماً أو ساخطاً أداة مضمونة للشهرة والانتشار واسألوا المجربين في سكنانا أو خارجه. وقبل أن تحلقوا بعيداً عني بعد الشهرة وأصوات التصفيق تصم آذانكم، والأضواء تضعف بصركم أو بصيرتكم سأقول لكم نصيحة لإبراء الذمة: حافظوا على قيمكم وأخلاقكم ومحبيكم كي لا تغدو كفقاع صابون ينتشر ويرتفع ويتهادى بتماوج جميل ومبهر وساحر ثم ما يلبث أن ينفجر ويتلاشى ويختفي.