أكد مسؤولون أن واشنطن ودول البلطيق الثلاث المجاورة لروسيا، التي تشعر كلها بالقلق من إصرار دونالد ترامب على تبرئة ساحة الرئيس فلاديمير بوتين، تأمل في إبرام اتفاقات عسكرية قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب مهامه. وتقع هذه الدول الصغيرة الثلاث – أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وكلها جمهوريات سوفياتية سابقة- على خط جبهة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. وتشعر الدول الثلاث بالقلق من تصريحات الملياردير الجمهوري الذي سيتولى مهامه في 20 يناير وتسعى إلى إبرام اتفاقات للتعاون العسكري مع واشنطن تتضمن بنوداً حول نشر قوات أمريكية على أراضيها. وقال مسؤول أمريكي كبير إن هذه الاتفاقات «ستكمل الاتفاقات القائمة الثنائية أو مع الحلف الأطلسي، لكل من دول البلطيق، وستدعم وجودنا العسكري بالتناوب في كل دولة». وأكد وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفيسيوس أنه لا يشعر بالقلق من موقف دونالد ترامب – إلا إذا شكك في جدوى الحلف الأطلسي – لكن «الإجراءات يمكن أن تستغرق وقتاً أطول عندما تتغير الإدارة». وأضاف «من مصلحتنا أن توقع قريباً ونأمل أن يتم ذلك في بداية العام المقبل». وأبرم اتفاق مماثل بين الولاياتالمتحدة وفنلندا التي لديها حدود مشتركة مع روسيا لكنها ليست عضواً في الحلف الأطلسي. وسمح هذا الاتفاق بتعميق التعاون بين البلدين في مجال أمن المعلوماتية وتبادل المعلومات وتطوير تدريبات عسكرية مشتركة. وعشية توقيع الاتفاق في أكتوبر في هلسنكي، خرق الجيش الروسي المجال الجوي الفنلندي. وأحصى باحثون في المركز الفكري «يوروبيان ليدرشيب نيتوورك» ومقره في لندن لا أقل من ستة انتهاكات للمجال الجوي الأستوني من قبل طائرات روسية هذه السنة. ويعترف المسؤولون على ضفتي الأطلسي أن هذه الاتفاقات معقدة وقد لا يتم توقيعها قبل وصول دونالد ترامب إلى السلطة. لكن صياغتها بسرعة يمكن أن تطمئن الدول الثلاث المتحالفة مع الولاياتالمتحدة والقلقة منذ فترة طويلة من المبادرات العسكرية أو التحركات السرية لموسكو. وقالت ناطقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» سارا هيغينز إن مشاريع الاتفاقات هذه «تعكس التزامنا إقامة علاقات عسكرية ثنائية متينة مع الحلفاء الثلاثة للحلف الأطلسي ونأمل أن ننجزها قريباً». وقدم وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في مارس مشروع ميزانية العام المقبل الذي ينص على زيادة بمقدار أربعة أضعاف للمبالغ المخصصة للعمليات في أوروبا، لتبلغ 3.4 مليار دولار. وهذه الأموال ستستخدم في «المبادرة الأوروبية للطمأنة» (يوروبيان رياشورنس إينيشياتيف) التي تهدف إلى ردع موسكو عن الاستيلاء على مناطق جديدة بعد ضمها شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في 2014. وخلال قمة في وارسو مطلع السنة الجارية، اتفق الحلف الأطلسي على نشر كتائب متعددة الجنسية في أستونيا ولاتفيا وليتوانيا. وقال ماغنوس نوردنمان الخبير في الأمن الأطلسي في مركز «المجلس الأطلسي» إن «دول البلطيق ترغب في ايجاد وسائل لمواصلة العمل مع الولاياتالمتحدة وإن كانت الكتائب المتعددة الأطراف بدأت تتشكل». وأضاف أن «هذه الاتفاقات الإضافية تشكل خطوة في هذا الاتجاه». وتابع الخبير نفسه «قد يبرمون كل هذا قبل رحيل الإدارة الحالية. سينجز الأمر سريعاً لكن اتفاقات مماثلة أبرمت في فترات محدودة من الوقت مع السويد وفنلندا».