لا يزال سؤال الكاتب «خالد السليمان»: «ما الذي يجري في كاوست؟» المنشور في عكاظ «الأحد 14 ديسمبر 2016» في انتظار الإجابة؛ فقد مضت «سبع سنوات» منذ افتتاح «جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية» وهي في شبه عزلةٍ عن المجتمع والمحيط الخارجي، حالها في ذلك كحال معظم جامعاتنا التي تتمترس خلف أسوارها الشاهقة، مع الفارق في شدة «الإغلاق» والانغلاق الذي تجنح به «كاوست» عن كونها مؤسسة علمية «عامة»، إلى أشبه ما تكون بالمنشأة المحاطة بالحماية والسرية..! وإلى حين الإجابة على سؤال «السليمان»؛ فهناك عدة تساؤلاتٍ حول الجانب «الإداري/غير الأكاديمي» في الجامعة، على «افتراض» أن الجانب «العلمي/ الأكاديمي»، يسير كما خُطط له؛ باستقطاب الكفاءات العلمية العالمية، كأعضاء هيئة تدريس وأكاديميين مميزين، وفتح المجال للطلاب الموهوبين والمبدعين، من كل الجنسيات – ومنهم الطلاب السعوديون النابغون- وتخضع عملية قبولهم ل «معايير واشتراطاتٍ» تضمن العدالة وتكافؤ الفرص، مع الأمل في زيادة نسبة الطلاب المواطنين بما لا يخل بالجودة، تحقيقاً لأفضلية قبول المواطن في جامعات وطنه كما هو متعارفٌ عليه في كل البلدان..! واستناداً إلى أهم أهداف الجامعة، لتنمية «الإنسان السعودي» ليصبح أكثر تخصصاً وتميزاً في العلم و«العمل»؛ فإنّ المأمول أن تساهم الجامعة في صناعة «الكوادر الإدارية» القادرة على إدارة هذا الصرح العظيم، مع توافر الكفاءات الوطنية، في مجالات الإدارة وتنمية الموارد البشرية، يحمل معظمهم مؤهلاتٍ عليا من جامعاتٍ عالمية، لم يجدوا بعد عودتهم سوى البطالة والتهميش..! وفي ذات السياق نأمل من «كاوست» الكشف عن نسبة المواطنين العاملين في «القطاعات غير الأكاديمية» في الجامعة، وتوضيح «معايير التوظيف»، التي يتم تطبيقها على المواطنين والأجانب، بالإضافة إلى مبررات الفوارق الشاسعة في المميزات «المادية والمعنوية» ما بين الموظف الأجنبي والسعودي، التي تميل لصالح غير السعوديين..! كما أن السؤال الأهم يدور حول نسبة وجود السعوديين في المناصب الإدارية العليا في أقسام الجامعة، حيث تشير بعض الأخبار الواردة من داخل الجامعة، إلى «ندرة» المواطنين، ومن وجد منهم لا تتجاوز مناصبهم الإدارية «الفئات المتوسطة» فما دون، تحت سيطرةٍ شبه تامة للأجانب، لدرجة تكوُّن «لوبي» أجنبي من جنسيةٍ واحدة، يتحكم في إدارة بعض الأقسام، ليصبح المواطن «غريباً» يشعر بالحيف، ويفتقد الأمان الوظيفي..! ولعل الجامعة كذلك تكشف عن مبررات توظيف بعض المواطنين، تحت إدارة «ذوي العيون الزرقاء» بالرغم من فوارق الشهادات والكفاءات لصالح المواطن، إلى حد أن يكون مدير المواطن صاحب الشهادات العليا؛ أجنبيّاً أعلى مؤهلاته شهادة «الثانوية»..! ختاماً؛ ليعلم الجميع أن الجامعات صروح علمٍ ومصانع عقول، وليست منتجعاتٍ فاخرة على أعلى المواصفات..!