جمعية حماية الحيوانات المدجنة تكرِّم في حفل بهيج البروفيسور «ذئب بن سمحان»، ويقول رئيسها في كلمته الافتتاحية: يا للمفارقة! فكيف عدو تقليدي لدود ينقلب إلى مدافع عن ضحيته التقليدية، إنها أسمى حالات العدالة والإنسانية، ثم يدعو الدكتور ذئب بن سمحان لإلقاء كلمته. يدلف السيد ذئب بخشوع المتواضعين المصلحين إلى المنبر، مطرقاً رأسه إلى الأرض، وكلما رفع رأسه ألقى التحية إلى من يمتد نظره إليه وسط عاصفة من التصفيق، يصل حيث المنبر، يضع نظارته الأولى ويلبس الأخرى، ثم يستهل خطابه: لم تعد عبارة «الإنسانية» دليل الرحمة، من هنا أدعو الإنسان أن لا يتسامى على بقية المخلوقات فكلنا سواسية، الحيوانات المفترسة أرحم بآلاف المرات من الإنسان متحضراً كان أو بدائياً، الإنسان هو أقسى وأكثر توحشاً من الذئاب ومن وحوش الغاب، فهو يقتل بدافع الحقد وبدافع الدين وبدافع الغطرسة وهذا ما لا يفعله الحيوان، إذاً كيف يليق بنا أن نستخدم مفردة «الإنسانية» كدليل على الرحمة، أيها الإخوة الحضور أعلم أني أضع روحي بين كفي وأنا أفضح انتهاكات أقوى وأمكر وأدهى المخلوقات الذي طوَّع العالم بعقله وأدواته وعملائه، ولكن لا أبالي ما كان ذلك في سبيل العدل والتسامح». تبرَّع الدكتور «سمحان» بجائزته التكريمية إلى جمعية «المتردية والنطيحة»، ولدى المغادرة تعرَّض لاعتداء غادر أودى بحياته وتضرج فيه بدمائه وأصيب بعض مرافقيه، وكان محط اهتمام الإعلام في كل أنحاء العالم، وصدَّرت القنوات الفضائية صور المشتبه بهم الرئيسين، وكانت المفاجأة أن من يتزعمهم هو «ذئب بن يقظان»!