قلَّد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خادم الحرمين الشريفين، وسام زايد الذي يعد أعلى وسام في الإمارات، وذلك قبيل مأدبة العشاء الرسمية التي أقيمت أمس على شرفه في قصر المشرف بإمارة أبوظبي. وكان في استقبال الملك المفدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقبيل المأدبة صافح خادم الحرمين الشريفين أعضاء المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. حضر المأدبة أعضاء الوفد المرافق للملك سلمان. إلى ذلك، أكد ولي عهد أبوظبي عمق العلاقات الثنائية بن المملكة ودولة الإمارات، وأوضح في تصريح صحفي بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين لبلاده، أن هذه الزيارة التاريخية تعبِّر عن عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، والأسس القوية التي تقوم عليها منذ عهد المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يؤمن بالدور المحوري للمملكة، كركن أساس من أركان منظومة الأمن الخليجي والعربي، وهو النهج الذي تعزز وتعمق في عهد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ويتجسد بوضوح فيما وصلت إليه علاقات البلدين الشقيقين من تطور وتقدم استراتيجي على المستويات كافة، بحيث أصبحت أنموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء خاصة في المنعطفات التاريخية التي تمر بها منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والعالم. وقال الشيخ محمد بن زايد: إننا قيادة وحكومة وشعباً نرحب بخادم الحرمين الشريفين ونؤكد المكانة الرفيعة للمملكة وشعبها في قلب وعقل كل إماراتي، معرباً عن يقينه بأن تمثل هذه الزيارة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين الشقيقين التي تعيش حالة من التوافق والانسجام والتعاون في المجالات كافة، ومنطلقاً لمزيد من التطور في علاقات شعبي البلدين التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وتقوم على أسس راسخة من التفاعل والتقارب على المستويات كافة. وأشار إلى أن الزيارة تتزامن مع احتفالات الإمارات باليوم الوطني الخامس والأربعين وهذا يوحد مشاعر الشعبين الشقيقين، مثلما توحدت إرادتاهما وامتزجت دماء أبنائهما في معارك الحق والعدل على أرض اليمن الشقيق وغيرها دفاعاً عن الأمن العربي وتصدياً لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة العربية أو النيل من أمن دولها وسيادتها ومصالحها العليا. وأوضح أن هذه الزيارة التاريخية تحيي في عقول الأجيال الجديدة في بلدينا وفي المنطقة كلها الدور التاريخي الذي قام به البلدان في إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981م، وتعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك على مدى السنوات الماضية تأكيداً للموقع المحوري لقيمة الوحدة في فكر قيادتي البلدين، وإيمانهما بأن تكامل دول المجلس وتضامنها وتعاونها هو الكفيل بإجهاض المخاطر التي تحيط بها، وتهدد مكتسباتها التنموية والحضارية. وقال: لقد وقفت بَلَدانا على الدوام معاً عبر المحطات التاريخية المختلفة التي مرت بها منطقتنا، في مواجهة المخاطر والتحديات التي تعرضت لها دول المجلس والعالم العربي، وتؤكد العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين، خلال المرحلة الحالية، إدراكاً عميقاً من قيادتيهما لطبيعة المرحلة الحرجة التي تعيشها المنطقة والعالم، وأهمية التوحد في التعامل مع متغيراتها ومستجداتها وتفاعلاتها، وإحساساً مشتركاً بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق البلدين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حماية الأمن العربي والتصدي للتهديدات التي يتعرض لها في لحظة فارقة تمر بها المنطقة، وسيتوقف على نهج التعامل مع متغيراتها كثير مما يتصل بمستقبلها ومستقبل دولها وشعوبها، ويبقى سقف القيادة السياسية في البلدين الشقيقين عالياً بما تطمحان إلى تحقيقه ويعود بالخير على الشعبين الشقيقين. وأردف قائلاً: لقد آمنت الإمارات دائماً بأن المملكة هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى، وهذا ما يؤكده التنسيق الاستراتيجي الكبير بين البلدين على المستويات كافة وفي المجالات كلها؛ سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الإقليمي أو الدولي، وهو التنسيق الذي وصل، بتفاهم قيادتي البلدين، وحرصهما على التشاور المستمر، إلى أعلى مستوياته، وغداً يمثل عامل استقرار وأمن للمنطقة كلها، وأساساً صلباً لتطوير وتعزيز العمل الخليجي والعربي المشترك خلال المرحلة القادمة. وقال ولي عهد أبوظبي: سيتذكر التاريخ العربي على الدوام المواقف التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقراراته الحاسمة والحازمة في مواجهة محاولات التدخل في المنطقة العربية من قِبل أطراف خارجية لها أطماعها فيها، ودوره في خلق جبهة خليجية/عربية موحدة في التصدي لهذه التدخلات، وهو ما يتجسد بوضوح في عملية استعادة الشرعية في اليمن الشقيق التي سيقف أمامها التاريخ طويلاً ليؤكد أنها كانت محطة فارقة وفاصلة في العمل العربي الشجاع القائم على المبادرة والاعتماد على الذات في حماية المصالح العربية العليا وإجهاض مخططات التوسع والهيمنة في منطقتنا. وأعرب عن ثقته بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين ستجعل مستقبل العلاقات بين البلدين الشقيقين مشرقاً، وتحقق نقلة نوعية كبيرة في هذه العلاقات على المستويات كافة؛ لأنها علاقات قائمة على اجتماع الإرادة السياسية لقيادتي البلدين من جانب والتقاء مشاعر وطموحات الشعبين من جانب آخر.