إن الزيارة الخيّرة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى المنطقة الشرقية لتدشين عدد من مشاريع التنمية في كل من الظهرانوالأحساءوالجبيل ورأس الخير. هذه تنمية لا تتوقف، ستشكل رافداً أساساً من روافد الاقتصاد السعودي. وإنها رعاية أبوية لجزء غالٍ من بلادنا، وبلا شك سيكون الالتقاء بأبنائه هدفاً يسعى لتحقيقه ويحرص عليه، وأكدت ذلك الاستعدادات المبكرة لهذه الزيارة الملكية وترقب المواطنين والمواطنات لها بكل محبة واشتياق. ليس هذا فحسب، بل إن كل الأماكن في شرقية البحر والحب والخير مشتاقة لسلمان الوفاء والحزم. فجمال الطبيعة هناك يحدثك عن قمر مع ليل وبحر.. ودمام وظهران وخبر وعن «دارين» جزيرة المسك والعنبر وعيون الأحساء المتدفقة وجبل القارة العريق ومدينة الجبيل التي مزجت بين أصالة الماضي وتكنولوجيا الحاضر ورأس الخير هذه المدينة التي اكتست برمالها لون المعادن. وعندما يجول ملك الوفاء والعطاء بين أبناء شعبه مدشناً بيديه الكريمتين هذه المشاريع العملاقة سيرى حجم التكاتف والأخوة والتلاحم فيما بينهم رافعين راية التأييد له بما اتخذه من قرارات، خصوصاً القرار التاريخي لعاصفة الحزم التي أتت لنصرة الشعب اليمني، ومن ثم إطلاق عملية إعادة الأمل لهذا الشعب الشقيق، ثم ما صدر من قرارات ملكية كريمة، مجددين البيعة والولاء للمليك ولولي عهده ولولي ولي عهده -حفظهم الله- في كل ما تم اتخاذه من إجراءات لتحقيق أمن البلاد وسلامة أراضيها. إن هذه المشاريع التي تتعلق بالطاقة والإسكان والتنمية وتقدر قيمتها ب200 مليار ريال سعودي بما يعادل (53.3 مليار دولار) تقريباً ستنعكس استثماراتها على المنطقة بشكل خاص والمملكة بشكل عام. ولم تغِب المشاريع الحيوية عن المنطقة بتاتاً عبر خطط التنمية، وهذا ما يؤكده أمينها المهندس فهد بن محمد الجبير، الذي كشف مؤخراً عن أن الأمانة تنفذ حالياً 272 مشروعاً تنموياً وخدمياً في هجر ومحافظات ومدن المنطقة، بمبلغ يزيد على 4 مليارات ريال، بلغ متوسط نسب الإنجاز في جميع هذه المشاريع 61 %. لقد تعزز وضع المنطقة الشرقية على خارطة المملكة منذ وقت بعيد، وكانت الأبرز، فهي أكبر المناطق مساحة وتستحوذ على أغلب آبار النفط وكميته في العالم ومركز الصناعات النفطية، وهي الأكثر جذباً للسياحة الوطنية عبر أكبر واجهة بحرية في العالم بالدمام والخبر وشاطئ نصف القمر وكثير من المعالم الجمالية التي تشكل جذباً سياحياً متميزاً.