لا شك أن اهتمام قيادتنا بمناطق المملكة الغالية يدل على استراتيجية قيادية واعية وحكيمة. والاهتمام بالمنطقة الشرقية خاصة منذ نشأتها هو امتداد لنهج القيادة الرصين. وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- يولي المنطقة بزيارة ميمونة كريمة تأتي في وقت مهم لربط وتعميق اللحمة الوطنية والتعاضد بين القيادة والشعب. مثل هذه الزيارات لها عدة أدوار مهمة ورئيسية في تفقد ورعاية وتدشين المشاريع التنموية في عدة مدن في المنطقة مثل الدمام والظهران والجبيل والأحساء ورأس الخير، والتي سوف تساهم في عوامل جذب الاستثمارات للمنطقة والمملكة. إضافة إلى ذلك افتتاح وتدشين عدة مشاريع عملاقة منها معمل واسط وحقل شيبه وخريص ومنيفة. وأيضا متابعة للتطورات والمشاريع المهمة والريادية والاستثمارية في المنطقة خصوصا وأنها تحتضن قطاعا كبيرا من الشركات الكبرى في مختلف المجالات والقطاعات من نفط وغاز وبتروكيماويات ومشتقاتها. وتكمن أهمية المنطقة الشرقية بالإضافة إلى احتضان الشركات الكبرى في المملكة أن لها عمقا استراتيجيا جغرافيا وسياسيا حيث لها حدود مشتركة مع دول خليجية شقيقة ويربطها معها عقود من القواسم المشتركة الدينية والاجتماعية والثقافية والفكرية، وكذلك ترابط المصالح السياسية المبنية على الإخاء والقواسم المصيرية المشتركة. ومن فوائد هذه الزيارة المباركة إعطاء نموذج إيجابي حسي ومعنوي للمسؤولين بالاقتداء بمثل هذه الزيارات لمتابعة المشاريع التنموية في المنطقة والحرص على أن تنفذ على الوجه والإتقان المطلوب. وتلك خصلة مهمة ليقتدي بها المسؤولون في دفع عجلة المشاريع وحل مشاكلها أولا بأول. ومن الإيجابيات أيضا لهذه الزيارة تعميق الصلة بين القيادة والمسؤولين في مختلف مناطق المملكة. وكذلك التلاحم والترابط بين القيادة والوطن والمواطنين المبني على المحبة والوفاء. حيث إن استقبال الملك– حفظه الله– جموع المواطنين وأهالي الشرقية سيكون فيه جانب مهم لتقوية تلك الروابط بين القيادة والمجتمع على كافة أطيافه وشرائحه. وهذا تأكيد عملي لما قاله الملك سلمان– حفظه الله- «إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى». ومنها أن هذه الزيارة التاريخية والمثمرة لتدشين المشاريع التنموية تأكيد وتركيز على أهداف الرؤية للمملكة لعام 2030، والتي تتضمن في محاورها الرئيسية مجتمعا حيويا، واقتصادا مزدهرا، ووطنا طموحا. وامتدادا للاهتمام بالمعرفة والعلم وهما اللبنة الأساسية لبناء الحضارة في مختلف الأصعدة سواء الثقافية أو العلمية يأتي افتتاح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي لتثبيت تلك المفاهيم. وقد قال خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- في الجانب المعرفي والتعليمي في مناسبة سابقة: «إن المعرفة باتجاهاتها المختلفة وأدواتها المتعددة تعد مؤثرا مهما في التعليم ومخرجاته». يضاف الى ذلك أن هذا المركز سيكون واجهة محورية ثقافية وسياحية في المنطقة والمملكة للزيارات من مختلف بلدان العالم لترسيخ أن القيادة والمملكة حريصة على المعرفة العلمية والثقافية. هذه الزيارة الكريمة تحمل أيضا أبعادا في ترسيخ مفاهيم مهمة في التطوير وإدارة التغيير، وكذلك استشعار وتلمس احتياجات المنطقة عن قرب وكثب. ومنها تفقد الاستراتيجيات على أرض الواقع، إضافة إلى التوجيهات المهمة والفعالة في تسريع الدفع بعجلة التنمية. وقد قال خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- في مناسبة سابقة أيضا: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الاصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك». سيظل لهذه الزيارة الميمونة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان- حفظه الله- أثر وبعد في دفع عجل التنمية بخطوات شامخة وبارزة. وهي أيضا متوافقة مع رؤية المملكة 2030 في مختلف الأصعدة في المنطقة الشرقية خاصة وباقي مناطق المملكة عامة، وكذلك لها وقعها الإيجابي الملموس في نفوس المسؤولين والأهالي والمواطنين في المنطقة الشرقية. م. الهندسة الميكانيكية