يضيع إبداع الكاتب وعصارة فكره وهو يبحث عن دار مناسبة تحتضن طباعة كتبه، حيث تبدأ رحلة البحث مروراً بالدور المختلفة وعروضها التنافسية التي تنتهي بالكاتب إلى الرضوخ لشروط الدار التي قد تعطيه أقل من حقوقه، فإن اعترض اكتفت بطباعة كتابه وتركه يتولى مهمة التوزيع التي هي أشبه بذر الرمال في الماء. كثير من المؤلفات والمؤلفين يعيشون حيرة في اختيار الدار المناسبة. ومايحدث أن الدار خاصة الجديدة منها تفتح باب العرض بأقل تكلفة وبعد طباعة أول كتاب وتوزيعه تبدأ الدار برفع أسعارها فلا يجد المؤلف مفراً من الاستسلام أو الرفض، وبهذا يظل إنتاجه حبيساً إلا أن يجد دارا أخرى مناسبة. والحل في رأيي هو في تأسيس رابطة لدور النشر والتوزيع، حيث تخضع مباشرة لوزارة الثقافة والإعلام و تضم جميع دور النشر والتوزيع الوطنية. ولمزيد من الخدمات يتم إنشاء موقع خاص يمكن للكاتب فيه أن يقرأ سيرة كل دار ويختار المناسب منها لإنتاجه الأدبي أو العلمي! وجود هذه الرابطة سيحمي الكتاب من استغلال دور النشر خاصة إن ارتبطت عقود هذه الدور بموافقة وزارة الثقافة على آلية التعاقد بينها وبين الكاتب. وحتى لايقع الكاتب ضحية شروط تعسفية تدفعه للابتعاد عن الدور الوطنية واللجوء لأخرى خارج الوطن. يمكن لهذه الرابطة أيضا أن يكون لها دور في دعم انتشار الكاتب من خلال الربط بينه وبين معارض الكتب الدولية والمساهمة في توزيع منتجاته من خلال حفلات التوقيع وغيرها. أي كتاب يعتبر قيمة مضافة لإرث هذا الوطن، لهذا فمشروع كإقامة رابطة لدور النشر والتوزيع سيصب في محيط تشجيع المؤلفين ودفع إنتاجهم للأفضل وبهذا زيادة مصادر الثقافة والمعرفة. وزارة الثقافة كونها هي من يمنح الفسح الإعلامي لابد أن يكون دورها فاعلاً، فهي المظلة الحقيقية لأي كاتب سواء كان مبتدئا أو له اسم لامع.