أعرب رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح بن محمد الرميح عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على رعايته الكريمة وتدشينه لمشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية في رأس الخير، مؤكداً أن تدشين هذه المشاريع العملاقة يبرهن حرصه الواضح على تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة في جميع مناطق المملكة، والحرص على تأسيس قاعدة صلبة ومتينة، يرتكز عليها الاقتصاد السعودي، لتحقيق رؤية المملكة 2030م، ضمن خطة التحوُّل الوطني التي يقودها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وأوضح أن المشاريع التعدينية الصناعية ستساهم في تعزيز حضور المملكة في الأسواق العالمية، فضلاً عن استفادة القطاع الخاص المنتظرة من التكامل الصناعي في القطاع واستغلال الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية، والتي نشأت من توافر المواد الخام، والبنية التحتية واللوجستية، ومجمعات التصنيع في مدينة رأس الخير. وقال الدكتور الرميح إن مشروع خط الركاب لقطار الشمال تم إنشاؤه بطول 1250 كيلو متراً، وست محطات للركاب في كل من: «الرياض، المجمعة، القصيم، حائل، الجوف، والقريات»، حيث شارفت «سار» على استكمال كافة المتطلبات لإطلاق قطاراتها، وتتهيأ لتشغيلها بشكل فعلي مطلع 2017م، وذلك بعد أن أمضت مدة 15 شهراً في مراحل التشغيل التجريبي لها وبسرعات مختلفة وصلت 220 كيلو متراً في الساعة. وأضاف أن تلك التجارب جاءت لقياس مدى نجاح مراحل التشغيل ومدى تناغمها مع كامل أجزاء بيئة المشروع، التي تشمل البنية التحتية «الخطوط الحديدية، والمحطات، ومرافق الصيانة والدعم» والقطارات وأنظمة الاشارات والتحكم، إلى جانب الكادر البشري الذي سيقوم على إدارة وصيانة التشغيل، مبيناً أن قطارات الركاب تتميز بالسرعة والراحة وتعدد الخدمات المقدمة على متن رحلاتها من حيث تنوع الدرجات واحتواءها على مرافق لذوي الاحتياجات الخاصة والمطاعم والوسائل الترفيهية الأخرى. ولفت الدكتور الرميح إلى أن شركة «سار» عملت على توفير قطارات شحن يتكوَّن القطار الواحد منها من قاطرتين بقوة «3400-3600» حصان، وتسعين عربة بأنواع مختلفة كالعربات المسطحة والصهاريج والحاويات. ويهدف مشروع قطارات الشحن العام إلى تسريع حركة نقل المنتجات البترولية والزراعية والصناعية والبضائع العامة، فضلاً عن تخفيف ضغط النقل الثقيل على شبكة الطرق الرئيسة وتقليل حوادث الطرق. وكشف الدكتور الرميح أن خط التعدين هو الجزء المعني بخدمة القطاع الصناعي الذي يمتد من منجم حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية مروراً بمنجم البعيثة في منطقة القصيم، حتى يصل إلى منشآت المعالجة والتصدير بمدينة رأس الخير في المنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي بطول يبلغ إجماليه 1.600 كلم. وتبلغ حمولة الرحلة الواحدة للقطار 16 ألف طن أي ما يتجاوز حمولة 650 شاحنة، بينما يبلغ معدل استهلاك القطار لوقود الديزل نسبة 30 % من معدل استهلاك الشاحنات. وأضاف أن خط التعدين يتكون من خطين، الخط الأول مخصص لنقل خام الفوسفات من منجم حزم الجلاميد شمالي شرق المملكة 100 كيلومتراً غرباً من مدينة عرعر إلى معامل التكرير لشركة معادن برأس الخير، حيث يتم نقل خمسة ملايين طن فوسفات سنوياً، أما القسم الثاني من خط التعدين فينقل خام البوكسايت المستخدم في صناعة الألمونيوم من منجم البعيثة بمنطقة القصيم إلى معامل التكرير برأس الخير، وينقل أكثر من ثلاثة ملايين طن سنوياً. وبيّن الدكتور الرميح أن قطار التعدين يتألف من 150 عربة وثلاث قاطرات ديزل بقوة 4300 حصان الصديقة للبيئة من ناحية الانبعاثات الكربونية، ويعد هذا النظام من أكثر الأنظمة كفاءة في معدل الانبعاثات الكربونية حسب التقارير والإحصاءات السنوية التي تصدر من هيئة حماية البيئة الأمريكية (EPA). كما تمت صناعة القاطرات الخاصة بالتعدين لتلائم العمل في أقسى الظروف الصحراوية والمتمثلة في درجات الحرارة العالية، حيث أجري على هذه القاطرات عديد من التعديلات الفنية اللازمة لملاءمة البيئة الصحراوية من إضافة أنظمة فعالة لفلاتر القاطرات «مرشحات الرمال» والمتمثلة في نظام «Pulse –Filter». واختتم الدكتور الرميح حديثه بأنه من ضمن التعديلات الفنية التي طبقت على القطار وجود جرافات الرمال في مقدمة القاطرات التي تستخدم في حالة تجمع الرمال على سكة الحديد، كما روعي في تصميم عربات نقل الفوسفات التوافق مع طرق التحميل والتفريغ، حيث زودت العربات بأبواب تحميل علوية وأبواب تفريغ سفلية تفتح وتغلق آليا بحيث يتم تحميل 100 طن من الفوسفات في أقل من دقيقة، وكذلك الأمر عند التفريغ.