مؤلم أن يخسر الإنسان «مصدر رزقه» وليس بيده حيلة لإنقاذه، قد يهون الأمر عليه لو أن خسارته نتيجة سوء إدارته!.. سأعبر إلى الموضوع مباشرة/ إن مربي المواشي في السعودية يتكبدون خسائر كبيرة هذه الأيام بسبب الهبوط الحاد لأسعار مواشيهم وصلت 350 للرأس.. فلا هم يستطيعون أن «يتخلوا» عنها «بتصريفها» ولا هم يستطيعون «الاحتفاظ» بها فتسبب لهم الخسائر المتتالية، فسعر مادة الشعير المادة الرئيسة التي يعتمدون عليها في إطعام مواشيهم ثابت منذ 6 سنوات على 40 ريالاً للكيس وزن 50 كيلوجراماً، ولم يستفد المربي من حالة الهبوط المستمر في أسعار الشعير بالأسواق العالمية..!! في السابق ولكي أكون دقيقاً قبل انطلاق رؤية المملكة 2030 كان سعر «الذبيحة» مرتفعاً فوصل إلى 1800 ريال في بعض المناطق وكان جل الحديث عن جشع ملاك المواشي والحقيقة ليس لهم دخل في هذه القضية لأن الأعلاف بدورها مرتفعة لذلك ارتفعت الأسعار، لكنهم لم يتخيلوا أن تأتي الطامة الكبرى، حين سمحت وزارة الزراعة باستيراد كميات هائلة من الأغنام إلى السوق السعودي وصلت إلى 50000 ألف رأس من عدة دول (بينها إيران عن طريق دول عربية)! على الرغم من أن السوق المحلي مكتفٍ ذاتياً ب 19 مليون رأس ماشية، انخفضت أسعار المواشي وبقيت أسعار الأعلاف مرتفعة!! آخر كلام لا أدري لماذا وزير الزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي يلتزم الصمت أمام «صياح الناس» خوفاً على مصادر أرزاقهم.. ؟ فحماية «سوق المواشي المحلي» تحت مسؤوليته وعجزه عن الحل يعني القضاء على مُنتج استراتيجي للدولة ! رغم أن الحل سهل «العمل إرغام تُجار الاستيراد على خفض سعر مادة الشعير وعدم احتكاره لصالح فئة قليلة» !… مؤكد أن رؤية 2030 لا تتفق مع أسلوب الوزير في المعالجة (هذا إن كانت هناك معالجة) .. أو ربما لا يشعر أن هناك أزمة أصلاً وهذه كارثة أخرى!