في الأسابيع الماضية كان العالم الإسلامي على فوهة بركان من الغضب، بسبب ما فعله بائعو الوهم أولياء الطواغيت، والمتاجرون بالأديان، (الحوثيون والانقلابيون) عندما تجرّأوا على قدسية مهبط الوحي واستهدفوا بصواريخهم أول بيت وضع للناس، مستهينين بدماء المسلمين، وحرماتهم، ومازالت المنظمات الإسلامية والعربية في اجتماعاتها المتواصلة تدين تلك الجريمة النكراء التي استهدفت بيت الله الحرام في مكةالمكرمة. مللنا الشعارات الحوثية الجوفاء والفارسية الكاذبة التي لا تحمل صدقا في المعتقد، وليس لها ولاء للإسلام، بايعوا الشيطان على تدمير الأوطان، والعبث بمقدرات الشعوب وثرواتها، وكأن الطريق إلى إسرائيل يمر عبر الأراضي المقدسة، وكأن الموت لأمريكا يأتي بصاروخ باليستي يطلق على أطهر بقاع الأرض، هل هؤلاء مسلمون؟ هل قرأوا قصة أصحاب الفيل؟ لقد أخزى الله أبا (رغال)، وجعل جيش (أبرهة) كعصفٍ مأكولٍ، وأنزل فيهم قرآناً يُقرأ حتى تقوم الساعة، فأين هؤلاء عن دستور الإسلام ومقدساته؟ وأين موقعهم من الذين يدافعون عن الله ورسوله؟ لم يعد خافيا على المجتمع الدولي تورط إيران في دعم ميليشيات (الحوثي وصالح) في حربهم ضد الشعب اليمني، والحكومة اليمنية الشرعية تعلن وتؤكد امتلاكها وثائق تثبت تورط إيران وحزب الله في دعم الانقلابيين والحوثيين وقد تم ضبط أسلحة مهربة قادمة من إيران، والهدف من ذلك تدمير اليمن والضغط على السعودية واستنزاف دول التحالف العربي التي تختلف مع التوجهات الإيرانية في سوريا والعراق، وليبيا واليمن. الجميع يعرف التاريخ السياسي لإيران وطموحاتها، فمنذ الثورة الخمينية ترتب صفوفها وتخطط وتنظم وتدعم الإرهاب والحركات الانقلابية، لكنها لم تستطع تحقيق أهدافها الكبرى، ولن تستطيع في ظل انكشاف تورطها مع جميع الحركات الانقلابية التي طالت بلدان الربيع العربي، وما تفعله الآن لدعم الميليشيات في اليمن إلا جزء من مخططها، وعندما تنبه اليمنيون الأحرار ممثلين في الشرعية الحاكمة للفعل الخارجي الداعم للحركة الحوثية قاوموهم، وطلبوا من المجتمع الدولي حماية اليمن من التدخلات الإيرانية التي استغلت فترة الفراغ السياسي لليمن ووسعت من نشاطها في مختلف الاتجاهات، دعمت الانفصاليين في الجنوب وأشعلت الطائفية في الشمال فتم تشكيل قوة التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن والمحافظة عليه من الاختطاف الفارسي. وهكذا هي إيران الصفوية تسعى للتغلغل في جسد المجتمع العربي بتنشيط الخلايا النائمة في فترة اهتزاز الأنظمة السياسية وتقوم بإذكاء الصراعات الطائفية ودعم الانقلابات، وبحسب بعض المراقبين فإنها تهدف إلى بسط نفوذها وإكمال محورها الذي تخطط له منذ زمن بعيد لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، لكن الحقيقة أيضا أنها تلعب دورا سياسيا مهما لصالح الغرب الأمريكي الذي لا يعترف بديمومة الصداقة مع دول الشرق الأوسط، وإيران نفسها اكتوت بنيرانهم في يوم ما، فالغرب يسعى إلى حماية مصالحه بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، والأيام ستكشف خبايا الدور الإيراني القذر.