أجرى حزب الله الإرهابي يوم الأحد عرضاً عسكرياً في مدينة القصير السورية والتي كان الحزب انتزع السيطرة عليها من فصائل المعارضة، ودمّر أغلب أحياءها بمساعدة جيش الأسد قبل ثلاثة أعوام. وتبعد المدينة عن الحدود اللبنانية 15 كيلومتراً. وشارك في العرض العسكري مئات من مقاتلي الحزب، بالإضافة إلى فوج المدرعات الذي استعرض عشرات الدبابات والآليات العسكرية والمدافع من بينها ناقلات جند مدرعة صناعة أمريكية. وأكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن ناقلات الجند «M113» الأمريكية شاركت في استعراض القصير وأشاروا إلى أن هذا النوع من الناقلات يملكها الجيش اللبناني وليس لدى إيران أو نظام الأسد مثل هذه الناقلات، وتناقلت مواقع إلكترونية وصحفية صوراً لاستعراض حزب الله في القصير. وأكد الكاتب والصحفي اللبناني فداء عيتناني ل «الشرق» أن ناقلات الجند M113 الأمريكية بالفعل شاركت في العرض العسكري وأن مصدرها إسرائيل التي تركتها في جنوبلبنان أثناء انسحابها قبل ستة عشر عاماً. وقال عيتاني إن استعراض حزب الله في القصير يرسل رسائل داخلية ودولية، من الحزب وقواته وإيران، لكل من يهمه الأمر. فالحزب أراد أن يقول للعهد الجديد في واشنطن إنه قوة منضبطة تقاتل الإرهاب. ومستعد طبعاً للسير في الخطة الروسية (التي ستوافق عليها الإدارة الأمريكية الجديدة) بضرب «الإرهاب» وفق التعريف الروسي. كما أنه يريد القول للعهد الجديد في لبنان «الأمر لي». وأنه القوة الأكبر، التي تعشش داخل لبنان، وتوسع إطارها العسكري وتحتل مناطق استراتيجية على حدود لبنانالشرقية، وهي تمتلك أبعاداً فوق محلية. وفي الوقت نفسه وجَّه الحزب الإرهابي رسالة إلى نظام الأسد تفيد بأنه جزء من سوريا ويملك حصة قد تكون أكبر من حصة النظام في تقرير المصير. وهي رسالة موجهة أيضاً إلى روسيا، التي اشتبكت عدة مرات مع حزب الله وضربت قواته، وقتلت عديداً من ضباط الحرس الثوري الإيراني في أكثر من مناسبة. وحذّر عيتاني السوريين من أن المناطق التي تسيطر عليها قوات حزب الله والحرس الثوري والميليشيات العراقية، لن تعود للسوريين، ومدينة القصير تشكل نموذجاً عما ستكون عليه الأمور في حال وصلت البلاد إلى شاطئ أية تسوية. وقال عيتاني إن قوانين الحرب تَعُد أن الأرض لمن يضع دباباته وأقدام مقاتليه عليها، وهذا ما حصل في القصير ويبرود وغيرها من المناطق التي اجتاحها حزب الله، حيث تم ترحيل كامل السكان، وتحولت إلى مناطق مغلقة للحزب وعائلاته والدخول إليها ممنوع للسوريين إلا بإذن من قوات الاحتلال. من جهته قال وزير العدل اللبناني المستقيل اللواء أشرف ريفي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن استعراض حزب الله في القصير قبل عيد الاستقلال يطيح بما بُني من آمال حول قدرة أو نية العهد باستعادة ولو جزء بسيط من هيبة الدولة وصورتها. وأضاف أن الميليشيا تستدرج عروضاً للمجتمع الدولي بأنها شريك في محاربة الإرهاب، ووصف هذا الترويج بالعملة المزورة . وقال «الإرهاب لا يُكافَح بالإرهاب» وتساءل ريفي في سلسلة تغريدات حول استعرض الحزب الإرهابي ماذا سيقول «الرئيس القوي» للبنانيين عن ميليشيا مسلحة تحولت لجيش يشارك في احتلال سوريا واقتسامها وقتل أهلها؟ وأضاف ريفي ماذا سيقول الرئيس الذي أقسم على حماية الدستور، وحفظ لبنان وسيادته ومؤسساته وحماية حدوده؟ ودعا ريفي جميع القوى الرافضة للوصاية الإيرانية أن تكون معاً لإنقاذ لبنان الذي يستعمله حزب الله بغطاءٍ شرعي كمنصة في خدمة مشروع إيران.