في شهرها السادس لفظت فاطمة توائمها السبعة الواحد تلو الآخر ولكن من رحمها إلى رحم الأرض، فاطمة الثكلى تقول: اقتطعت ألف ريال من إعانة حافز ودخلت في جمعية لتغيير أثاث منزلي لأستقبل أجمل حلم تحلم به امرأة، وتقول فاطمة: كانت الأربعة أيام التي وضعت فيها أبنائي من أقسى أيام حياتي حيث كان الموت يحوم حولي. “الشرق” انفردت بنشر تفاصيل القصة المؤلمة بدءا من دخول الأم نتيجة آلام مفاجئة إلى أحد مستشفيات الباحة الذي يعلم بحالة الحمل النادرة، ثم طلب التحويل إلى مستشفى الملك فهد عن طريق الفاكس والمكوث لمدة ساعتين دون رد، ونقلها بسيارة إسعاف لقسم طوارئ مستشفى الملك فهد ثم تنويمها والمحاولات المتكررة لاستدعاء استشاري النساء والولادة وهي في حالة نزف وعدم حضوره حتى خرج أول الأجنة ثم بقاء أحد الأجنة عالقا بعنق الرحم لمدة عشر ساعات بدون تدخل طبي لعدم وجود أطباء مشرفين ثم توالى خروج البقية ميتين. حالات توائم الباحة تدخلنا في تناقضاتنا التي تحدث لدينا ارتباكا في الفهم وصعوبة في الاستيعاب في هل نحن بلد متقدم أم بلد في مؤخرة الركب، فبلدنا عرفت عالميا بانها بلد السبق في فصل التوائم السياميين الذين وصل بنا الحال إلى استيرادهم من بلدان شتى لعمل كافة الرعاية الصحية المحاطة بكافة الكاميرات، وإنجازاتنا تتصدر صحف العالم والدوريات العلمية، ولكن السبعة توائم تلك الحالة التي لا تقل ندرة عن حالة السياميين يموتون تحت وطأة الإهمال دون ضجة أو أضواء أو حتى عزاء. توائم فاطمة الثكلى في ذمتكم يا معالي وزير الصحة، يا وزيرنا الذي أبهر العالم في فصل التوائم السياميين.