أرجعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الإجابة على تساؤلات وزير الصحة رئيس الفريق الطبي والجراحي الدكتور عبدالله الربيعة حول أحكام ميراث التوأم المتوفى، والقصاص إذا كان التوأم غير منفصل ووصل إلى سن 40 أو 50 عاما وأقدم أحدهما على جريمة تستوجب القصاص، وإذا قتل يقتل الآخر الذي لا ذنب له ولو سجن سيسجن الآخر، إلى الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية. ووعدت وزير الصحة بالإجابة على تساؤلاته، مشيرة إلى أنها لديها خطة طموحة للارتقاء بعملها. وكشف الربيعة ردا على سؤال الدكتور عبدالله الفوزان من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حول الحاجة إلى أكاديمية متخصصة باسم خادم الحرمين الشريفين في مجال فصل التوائم السيامية وإجراء الدراسات والبحوث في هذا المجال, وجود فكرة بأن تكون الأكاديمية أحد أجزاء مستشفى تخصصي مرجعي للأطفال «هناك أكثر من مستشفى تخصصي يُنشأ للأطفال في الرياض أحدها يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين وهو مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، ومن ضمن مهامه أن يكون لديه قسم مختص في التوائم السيامية، وبالنسبة إلى الدراسات والبحوث قطعنا فيها شوطا كبيرا، وهناك فريق عمل يعمل على أبحاث كثيرة نشرت في الكثير من المراكز، وستكون هنالك ترجمة لتلك البحوث والدراسات». وطمأن خلال حديثه في محاضرته التي قدمها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أمس، وعرض فيها خبرة ونجاح المملكة في مجال فصل التوائم السيامية بعنوان «قصة نجاح»، السعوديات بعدم القلق من جراء حالات التوائم السيامية، مضيفا أن نسبة حدوثها حالة في كل 200 ألف ولادة، وتزداد في شرق وجنوب آسيا وإفريقيا حيث تصل إلى 25 ألف ولادة، مرجعا ذلك إلى أن شرق وجنوب آسيا وإفريقيا تزداد فيهم نسبة حمل المتطابقة «من المهم العلم بأن 60 % من حالات التوائم السيامية تولد ميتة، وذلك لوجود عيوب خلقية كثيرة تعيق الحياة، وأن 40 % يموتون خلال أسابيع من الولادة، و70 % من الحالات هم من الإناث». وأضاف «بالنسبة إلى المملكة حتى لا يكون هناك مصدر خوف للسيدات، فزيادة الحالات ترجع إلى أنها دولة تحويلية تقبل الحالات من الخارج، ولكن إذا ما نظرنا إلى الحالات بالنسبة إلى القادمة إلى المملكة فهي لا تتعدى النسب المعهودة في العالم». وقال الربيعة إنه أخذ رأي مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في فصل التوأم السوداني، وسأله عن إمكانية التضحية بتوأم على حساب الآخر بعد إيضاح الحالة له. وأضاف «سألني ابن باز عن رأي الأطباء في ذلك، فقلت إن الأطباء يرون أن يُضحى بتوأم على حساب الآخر إذا لم يهدد حياته بالخطر، وبعد ثلاثة أيام اتصلت عليه فقال رأي العلماء من رأي الأطباء فلا يوجد خلاف في ذلك، وبناء على ذلك تم إجراء العملية للمحافظة على حياة التوأم». وتساءل الربيعة هل التوأم السيامي شخص واحد أم شخصان؟ وذكر أن ذلك فيه خلافا كبيرا بين علماء الطب في المملكة «لكن الفريق الطبي لدينا يرى أنه إذا كان الرأس والقلب منفصلين فهما شخصان، وأما إذا اشتركا في القلب أو المخ فهما شخص واحد، ودائما نحتاج إلى الرأي الشرعي». وأشار إلى وجود قضايا كبيرة جدا في المحاكم الأوروبية حول أخذ رأي الوالدين في عملية الفصل، وأشهرها في بريطانيا، حيث إن والدي التوأم كانا يصران على عدم إجراء عملية الفصل، فيما رأى الفريق الطبي إجراء العملية للمحافظة على حياة التوأم، مضيفا أن المحاكم أخذت برأي الفريق الطبي. وأكد الربيعة أن الفريق الطبي السعودي يرى ضرورة أخذ رأي الوالدين، ولكن إذا كان يعرض حياة الطفل للموت أو الخطر فيجب ألا يعتمد على هذا الرأي بحد ذاته. وحول وجود إحصاء لأكثر الدول التي تكثر فيها التوائم السيامية، ذكر أن التوائم السيامية ليست محصورة على دولة واحدة أو مرتبطة بجغرافيا، ولكنها مرتبطة بالعرق «من المعروف أن البشرة السوداء أكثر إنتاجية للتوائم المتطابقة، وهناك بحوث كثيرة على ذلك، وكذلك دول جنوب آسيا وإفريقيا لديهم نسبة توائم أعلى» .