من موقعها الفريد الذي حباها الله به في أسفل تجويف الحوض محيطة بعنق المثانة ويخترقها قناة مجرى البول وكذلك مخارج الحويصلات المنوية (المسؤولة عن خروج السائل المنوي) ومن الفريد أيضا أنها محاطة بغشاء وقشرة سميكة تخترقها أعصاب وشرايين وأوردة توصل الدم للقضيب وتدعم عملية الخصوبة والانتصاب. ومما سبق نرى كيف تؤثر هذه الغدة في حياة الرجل وتسعد حياته. وتختلف أمراض البروستاتا عن باقي أعضاء الجسم من حيث الأعراض والعلاج وفترته. نستعرض معكم في هذا المقال باختصار أهم أمراض البروستاتا وأعراضها. يظهر هذا النوع من الاضطرابات في سن الشباب وخصوصا فترة المراهقة وقبل الزواج. وذلك نتيجة لما يمر فيه الشاب من تغييرات فسيولوجية وحيوية تطرأ على المناطق الجنسية لديه. ويعاني فيها الشاب من الآلام بالحوض ونزول بعض الإفرازات اللزجة الشفافة بعد التبول وقد يصاحبها آلام بالخصية وفتور عام بالجسم. وكذلك قد تظهر عليه بعض مشكلات التبول كالتردد على الحمام خلال فترات قصيرة أو صعوبة في اندفاع البول صباحا والبول المتقطع أحيانا. وكلما تأخر المريض في زيارة الطبيب كلما زادت عليه الاضطرابات وزادت فرص الالتهابات وظهور البكتريا. وعند هذا الحد- حدوث الإصابة البكتيرية- تتغير الأعراض إلى مشكلات الالتهابات من حرارة بالجسم وفتور وإرهاق وآلام مبرحة بمنطقة العجان والشرج والمستقيم. وتستمر الأعراض وتزيد في الحدة. ومما يزيد الأمر سوءا أن قد يصاحب الأعراض إمساك أو ما شابهه من آلام الشرج والمستقيم مما ينعكس أكثر على المريض. وهنا يجب التنويه بضرورة مراجعة الطبيب في أسرع وقت لتجنب مضاعفات أكثر نتيجة إهمال المرض. و عندها يقوم الطبيب المعالج المختص بالفحص الشرجي للبروستاتا ان أمكن و تحاليل البول و سائل البروستاتا أو المني و قد يلزم اجراء أشعه موجات صوتيه علي البروستاتا. و بعد انتهاء التشخيص تبدأ رحله العلاج اللذي يتراوح من 10 ايام إلى أسابيع و قد يصل إلى ثلاثة شهور في الحالات المستعصية. و مع اهمال المرض أو كثرة حدوث الالتهابات علي فترات زمنيه تصل الي 6 أشهر يتحول المرض الي التهاب البروستاتا المزمن و هو من أكثر المشكلات التي قد تواجهه المريض لما لها من أعراض مؤلمه و مشاكل نفسية في بعض الحالات و كذلك طول فترة العلاج. تظهر أعراض المرض في الرجال بعد سن الأربعين غالباً. و هي تطور طبيعي للتقدم بالعمر حيث تبدأ أعراض تضخم البروستاتا الحميد. يسأل المريض كثيراً إذا كان ذلك له علاقة بالأكل أو التدخين أو المجهود. و من هنا يجب أن نؤكد أن الدراسات الطبية لم تؤكد وجود علاقه بين التضخم الحميد و نوعية الطعام أو الشراب أو الجنس. و لكن يذكر أن بعض الأطعمة لها تأثير إيجابي علي البروستاتا مثل الرمان و بذور القرع. هذا التضخم ينعكس علي المريض بأعراض بولية قد تكون لها علاقة بقدرة المثانة البولية علي تخزين البول: مثل التردد الدائم علي دورة المياه – استمرار نزول نقاط البول بعد التبول- السلس البولي و عدم التحكم- التردد علي الحمام ليلاً أكثر من مرتين) و منها ما له علاقة بقوة دفع البول ( مثل: اندفاع البول ببطء و علي فترات طويلة – تقطع البول إلى دفعات- عدم الشعور بإفراغ المثانة كلياً إلى درجة الاحتباس البولي في بعض الأحيان). وقد يصاحب المرض بعض أعراض الضعف الجنسي و الفتور. و قد يأتي المريض متأخراً بعد ظهور المضاعفات مثل احتباس البول أو وجود التهابات بالمثانة أو الكليتين أو وجود حصوات بالمثانة أو ظهور بول مدمم. بمراجعة الطبيب المختص و بمجرد سماع الأعراض يسارع إلى اجراء الفحوصات اللازمة منها الأشعة و تحليل دلالات الأورام وكذلك مقياس دفع البول ( ديناميكية التبول) و ذلك بعض الفحص السريري للتأكد من كونها تضخماً حميداً. و عند تأكيد التشخيص يكون العلاج الطبي من الأدوية المضادة للمستقبل ألفا أو أنواع اخري تضاف إلى العلاج لتثبيط نمو البروستاتا و يستمر العلاج إلى أن تزول الأعراض و يستمر عليه المريض طول العمر. و أثناء فترة العلاج يستحسن المتابعة بديناميكية التبول و أشعه تلفزيونية لمعرفة تقدم المرض و العلاج. و في بعض الأحيان يكون التدخل الجراحي هو الحل ( في حالة الاحتباس البولي- عند تركيب قسطرة بولية- عدم نجاح العلاج الطبي أو وجود مضاعفات). و العلاج الجراحي الأمثل- حالياً – بعد تخدير المريض باستخدام المناظير الجراحية عن طريق فتحة البول بواسطة القاطع الكهربائي أو بعض انواع الليزر القاطعة. وكذلك يوجد وسائل أخري ذات نتائج متقاربة مثل الموجات الصوتية الحرارية وغيرها مما لا يتسع المجال لذكرها. و لا يزال العلاج بالجراحة التقليدية له مكانه عندما يحدده الطبيب ( مثل حجم البروستاتا أكبر من 65 جرام أو وجود حصوات كبيرة بالمثانة). هذا الخطر العظيم للرجال هو من ثالث السرطانات القاتلة للرجال علي مستوي العالم. ينتشر أكثر في البلاد الباردة. و هو من الأورام بطيئة النمو و ذلك مما يجعل الفحص المبكر عنه واستخدام دلالات الأورام من أهم خطوات التشخيص بعد سن الأربعين. التدخين و الكحول و العلاقات الجنسية المتعددة و ما يرتبط بها من اصابات من أهم مسببات حدوث المرض. العامل الوراثي بالعائلة واحد من أهم مؤشرات الاصابة و استعداد المريض لحدوث الورم. لا تختلف الأعراض عن شبيهها في التضخم الحميد. لكن ما يدعو المريض و الطبيب للقلق ألا توجد استجابة للعلاج أو ان تكون دلالات الأورام مرتفعة او وجود نزيف بولي. أو أعراض أنتشار الورم مثل آلام العظام أو مشاكل الكبد. ولا يتم التشخيص الا بعد أخذ عينات من البروستاتا عن طريق جهاز الموجات الصوتية لفحص الانسجة و تحديد هوية المرض ودرجته. و بعدها قد يحتاج أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي للوقوف علي تطور الورم ودرجته. وأحيانا مسح ذري علي العظام. وعندها يختلف العلاج كلياً عما سبق من أمراض البروستاتا. يؤخذ في الحسبان عمر المريض و درجة الورم و نوعيته و يختار الطبيب المعالج المختص إما الاستئصال الكلي الجراحي أو العلاج الاشعاعي الكلي الخارجي أو الشرجي عن طريق زرع المادة المشعة بالبروستاتا. و بعض الحالات المتطورة يكون العلاج الهرموني أو الكيميائي باستخدام مثبطات هرمون الذكورة لتقليل نشاط الورم. متعكم الله بالصحه و العافية.