في بعض بلداننا ذات القيم، عندما تريد تحطيم مستقبل رجل، الأسري والمهني فعليك بالنساء، مع وضع بعض بهارات التحرش حتى وإن كانت تلك الأنثى تحمل ملامح (سيد قشطة) وهي التي بادرته بالهمس واللمس. وفي ذات تلك البلدان سيتم كذلك تهديد المتحرش بقطع عضوه الذكري كما فعلت بعض حركات القوى الشعبية المصرية أثناء (الربيع الأسود)، أو سينال المتحرش عقابه الفوري في حال إدانته كما فعل الأشقاء ال 3 في مدينة أبي عريش الذين انهالوا بالضرب على والدهم الخمسيني حتى الإغماء ليتوفى بعدها دماغياً بسبب تحرشه بأختهم العشرينية. أو ستقوم الزوجة – من قاصرها – كما فعلت الأخت الصينية «فينج» مع زوجها «فان ليونج»، ببتر عضوه الذكري أثناء نومه مرتين متتاليتين، أولها بعد اكتشافها بتحرشه بالنساء في أماكن التجمع وخيانته لها والثانية بعد أن تمكن الأطباء من إعادة ذلك العضو لمكانه الطبيعي لتلقي به من نافذة المستشفى. أما في أمريكا فقد نال دونالد ترامب الذي اتهمته نساء عديدات بالتحرش الجنسي بهن عقابه ليصبح رئيساً لأكبر دولة عظمى في العالم. أمريكا بالتأكيد بلد العجائب، فتارة يفوز رجل (زنجي) مدمن في شبابه على الكحول والماريجوانا والكوكايين، آخر ثري لم يبق من (فيوز) عقله إلا القليل، ليترك بعد انتزاعه من (البيت الأبيض) إرثاً من السقطات اللغوية وزلات اللسان، وقبلهم رئيس يجيد طرقات هوليود أكثر من بواطن السياسة ودهاليزها. لكن، بالتأكيد من يديرون أمريكا في الخفاء لا يعبثون، فالأحداث التي تجري في العالم لا تتم من ذاتها، وإنما تتبع لاستراتيجيات قوى متضامنة، ولذهنية من يدير هذا العالم، فالحروب والخلافات التي تقودها الدولة العظمى مباشرة ومن خلف الستار في أنحاء العالم وخاصة عالمنا العربي بعبثية موجهة لا يمكن لمن يجلس خلف المكتب البيضاوي في البيت الأبيض إلا أن يكون عابثاً كذلك، ومتحرشاً بمن يعتقد أنها دول مارقة خارجة عن عصاته التي لا تعصاه، بل ومغتصب لأموال وخيرات العالم من أجل أن يكون هو (الأعظم) دائماً.