استكمالاً لموضوعي السابق عن التحرش، أود أن أكتب اليوم عن ماهية التحرش وأضراره. بالطبع التحرش هو اعتداء جنسي فاحش يتعرض له الفرد سواء كان رجلاً أو امرأة، طفلاً أو راشدأ، ولا يشمل التحرش فقط اللمس الجسدي أو الاغتصاب في أسوأ صوره! بل يدخل فيه حتى النكتة السيئة والمخجلة التي تخدش الحياء قد يتجرأ الرجل لذكرها لامرأة ما! مشكلة التحرش أن آثاره مدمرة ومؤلمة وتستمر العمر كله وتصيب الضحية بمشاعر متعددة من الحيرة والضعف والشعور بالذنب. وفي الغالب نجد أن الأطفال بالذات يظلون عاجزين عن الشكوى لعدم فهمهم ما حصل لهم ولخوفهم وحيرتهم. وقد تظهر أيضاً لديهم بعض المشكلات السلوكية كالتبول اللاإرادي وقضم الأظافر واضطرابات النوم. غالباً ما يصمت ضحايا التحرش! فالطفل يصمت خوفاً من العقاب واعتقاداً منه بأنه السبب فيما حصل له. وتصمت النساء خوفاً من الملامة وأنها أيضاً السبب فيما حصل لها! بالذات في مجتمعاتنا العربية التي تعتقد أن المرأة المتحرش بها قد عرّضت نفسها لذلك لعدم حشمتها!. ومشكلة أخرى عندما يكون المتحرش أحد الأقارب! حيث تجد المرأة حرجاً وخوفاً من الشكوى حرصاً على عدم تفكك الأسرة وخوفاً من أن تتحول الأسرة لحلقة من الصراع الدامي خاصة في مجتمعاتنا العربية، لذلك فإن الوقاية في موضوع التحرش لدينا بالذات خير من العلاج! إن آثار التحرش تظل مع الشخص طول العمر وقد تؤثر في حياته الجنسية مستقبلاً، وكثير ممن يتحرشون بالأطفال كانوا هم أنفسهم ضحية للتحرش في صغرهم. كما أن الشخص الذي يتعرض للتحرش الجنسي المستمر، قد يتحول للجنسية المثلية لا سيما الذكور بالذات. هناك نقطة هامة أثارها المقطع الذي انتشر للطفلة المتحرش بها، هو دهشتي بمن صور المشهد واتخاذه لدور المتفرج والمصور فقط دون أن يفعل شيئاً!! كان يكفي وجوده ليمنع تمادي المتحرش!! وكيف استطاع أن يصور المشهد ببرودة قلب ومشاعر دون أن يحاول إيقاف المعتدي!!. في النهاية علينا أن نكون جميعاً يداً واحدة قوية تصد هذا النوع من الإجرام الخلقي الخطير وأن نعلّم أطفالنا طريقة حماية أجسادهم والإبلاغ عمن يحاول الإساءة لهم. إضاءة: يجب أن يكون بوسع الأطفال عيش حياة خالية من التحرش، وحان الوقت الذي يجب على الجميع أن يتخذ موقفاً ضده. (كاثرين جينكينز).