خبر مضحك وخبر محزن وردا من أمريكا، الأول يقول إن مبتعثاً طالب بمنع الاختلاط بين السعوديين هناك، بينما ينقل الخبر الثاني محاكمة ثلاثيني سعودي بتهمة التحرش الجنسي بثلاث فتيات في مهرجان بولاية أريزونا. ولأننا الآن، كسعوديين، في عين كل الأحداث والكاميرات، التي تتصيد زلاتنا وبوائقنا، فقد جرى طبل وزمر على هذه المفارقات النادرة بين شعوب الأرض المتقدمة والعارفة بحدودها وبحقوق الآخرين، الذين لا يشبهوننا في أي شارع أو (مول) أو مكان عام تحضر فيه النساء.!! لقد مارس مبتعث جامعة «ميري»، الذي طالب بفصل السعوديين فقط عن السعوديات في قاعات الدراسة، عقدة اجتماعية مستحكمة في رأسه وتصرفاته، بدليل أنه ليس لديه مشكلة من وجود السعوديات بجانب غير السعوديين. وهذا ليس سوى محض (تخلف) في النظر إلى المرأة السعودية ذاتها، التي يحاصرها قومها من الرجال في كافة شؤونها ويقللون من شأنها وثقتها بنفسها في كل مكان، كما يقللون من شأنهم هم ذاتهم وجدارتهم بالجلوس المحترم بجانبها. أما المتحرش، الذي يحاكم الآن بتهمة الاعتداء على الفتيات في مهرجان أريزونا، فإنه لم يتخلص حين وصل إلى هناك من (فوضى) التعرض للنساء دون حسيب ولا رقيب ولا قانون. ولم يقل له أحد، فيما يبدو، أن المرأة في كل مكان في العالم هي غيرها في كل مكان سعودي. وأن ما كنت تفعله بنساء قومك من التحرش والمضايقة وقلة الأدب سيجرك إلى المحكمة ثم إلى السجن لتدفع غاليا ثمن اعتدائك على مساحات الآخرين ووجودهم وحرياتهم. ومع ذلك، أي مع حالة من طالب ببناء جدار بين السعوديين والسعوديات في أمريكا ومن ارتكب فعل التحرش هناك، أرى أن في الأمر جانبا إيجابيا، وهو أن أولادنا الذكور، الذين طال بهم أمد التخلف، يتقدمون الآن عبر النوافذ العالمية التي تعلمهم الحقوق والحريات، إن لم أقل تعلمهم السلوك المنضبط والمحترم. تويتر: @ma_alosaimi