في الرّياضيّات المتوالية الحسابيّة هي متتالية من الأعداد يكون الفرق بين أي حدّين متتاليين فيها ثابتاً. العدد المضاف أو المطروح أو المضروب أو المقسوم أو أيّاً ما كان نوع البرمجة الرّياضية، هو الأساس! كما هو الحال في متتالية الأعداد: 3،5،7،9،11… إلخ نحن ولأسباب عديدة أيضاً كُتب لنا أن نعيش متوالية غاية في البلادة، ومملّة مع الأسف، كالمثال الحسابي أعلاه. زمنيّاً، بين كل عقد وآخر نلحظ ثباتاً في مستويات الرّجعيّة وفي اجترار التّخلّف مهما امتدت بنا السنون، ومهما حصد أبناؤنا من شهادات أو نهلوا من معارف. برمجة واضحة رياضيّاً، لكن يستعصي على كثر وعيها، ورصدها.. وهذا «ويح عمري» يشي بطول أمد المتوالية المتقادمة! الأمر لن يكون مقلقاً كثيراً إذا ما استوعبنا أنّنا جزء مهم في هذه البرمجة وبإمكاننا التّمرّد عليها بلوي عنق الحدود وبقلب «منحى» المتتالية وهو رياضيّاً أضعف الإيمان! يمكننا مثلاً تحويل الدراما الفلكلوريّة الشّائعة كأسلوب حياة إلى حياة تستحق! أو غربلة مفاهيم كثيرة مهمّة تحكم كواليس ديارنا ومن فيها يتنفّسون! الغربلة بمعنى أن نعيد حساباتنا ونفتح أفقنا لإبصار أوجه أخرى للحياة قبل أن نقرّر توريثها أوتوماتيكياً وقسريّاً لأجيال أخرى كمن يتقمص دوراً في الدّمى الرّوسية! الإنكار أيضاً عظيم ومتعاظم ضمن برمجة متوالية هذا الزّمن العربي.. وهو أحد أكبر أسباب بقائها واستمراريتها بهذا الشّكل المرهق. ربّما لا تحتاج الشّعوب إلى النّزول للشّوارع لإحداث تغيير ما. ربّما كلّ منّا بحاجة لأن يمسك بمرآته ويحدّق فيها جيّداً حين يقرّر أن يكون فاعلاً في إحداث تغيير يذكر في وضع هذه المتتالية أو ما شابهها. في الختام، سامحوني لكنّها الحقيقة القاسية.. المتتالية المذكورة أعلاه تحوّلت فيها الأعداد إلى أطراف بلاستيكية فقدت كثيراً من الدّم الذي يسري في أوردة أرقامها ويمنحها إشراقات نابضة كما هو حال الدّوال الأسّية واللوغاريتمات.