أثبتت مؤخراً «الجمعية السعودية للثقافة والفنون» فرع محافظة جدة أنها من أقوى الفروع للجمعية انتشاراً على مستوى المملكة وأنها تقدم باستمرار كل جديد في المسرح، الشعر، الأدب والفنون. بعد سباتها العميق لسنوات طويلة بعد أن تسلمها عميد المسرح السعودي الحديث الدكتور الفنان عمر الجاسر، ليضع كل مالديه من طاقات وعلاقات في هذه الجمعية، ليقفز عدد أنشطتها وفعالياتها العام المنصرم فقط لأكثر من 220 فعالية وتستعد لتقديم المزيد. إنجازات الجاسر مع فرع الجمعية بجدة لم يقف عند حد الفعاليات والمشاركات الداخلية، بل أيضاُ شاركت في عديد من المحافل العربية دون أي دعم أو مخصصات مالية، بل بجهود وصرف شخصي من أعضائها بحضورها في مهرجانات الإسكندرية إلى الأقصر إلى تونس إلى المغرب والأردن و شرفوا المسرح السعودي في جميع هذه المحافل، وإن كان هناك شخص يستحق التكريم لتمثيل المملكة داخليا وخارجيا بشكل مشرف فهو الدكتور عمر الجاسر. ومع هذه النتائج المميزة يطرح سؤال عريض هو، لماذا يحارب الجاسر من أقرب الناس إليه؟ لماذا لايحصل على الدعم الذي يوازي نشاط فرع جمعيته؟ لماذا رغم عديد من المواقف والخطابات إلى عدد من المسؤولين مازالت معاملاته في أروقة المكاتب بلا مجيب؟ وبالرغم من كل هذا وإيماناً بالجاسر بالرسالة التي يؤديها لم ينتظر الدعم وانطلق في سماء الإبداع ولم يبخل ولم يخجل من بيع سياراته والاستغناء عنها بوسيلة أخرى كسيارات الأجرة حتى ينفق على الفعاليات ليقدم مزيداً من المواهب السعودية الشابة. قد شاهدت موقفاً بعيني ذات مرة وأنا ذاهب إلى الجمعية بأن مدير جمعية جدة للثقافة والفنون الجاسر يقوم بنفسه بغسيل المدخل وسلالم المدخل بالماء والصابون لوجود مناسبة مهمة من جهة ومن جهة أخرى ليس لديه العدد الكافي من العمالة للقيام بجميع الأعمال التي من المفترض القيام بها. إن من ينكر جهود وتضحيات شخصية مثل شخصية الجاسر فإنه بكل تأكيد ليس لديه حكمة ولا بعد نظر ولا يمت للعدل والإنصاف بأي صفة، حيث إن الجاسر من وجهة نظري المتواضعة طاقة بشرية إيجابية قادرة متى ما وجد الدعم أن يدير مائة جمعية، ويستحق بكل فخر واعتزاز التكريم والدعم اللامحدود.