أهنئ جمعية المسرحيين على النجاح المميز الذي ظهر به ملتقاهم الأول الذي أقيم الأسبوع الماضي بالرياض برعاية وزارة الثقافة والإعلام وبحضور وكيل الوزارة الدكتور عبدالله الجاسر، وهذا أول نشاط رسمي فعلي لجمعية المسرحيين منذ تأسيسها، وقد جاء حفل الملتقى في مستوى الحدث، ويؤكد فعلاً أن الجمعية لديها طاقات وأفكار يمكن لها أن تحقق قفزة ونهضة في مسيرة المسرح السعودي، هذا متى ما وجدت الجمعية الدعم والتشجيع. وكعادته.. جاءت كلمة وكيل الوزارة الدكتور عبدالله الجاسر تحمل الأخبار السارة، فقد أعلن سعادته عن قرب الإعلان عن اللائحة الجديدة لجمعية المسرحيين السعوديين والتي ستنظم شؤونها الإدارية والمالية والانتخابية، وهذا أمر رائع أن تهتم الوزراة بهذه الأمور. وقد أكد الدكتور الجاسر أيضًا أن “ازدواجية” العمل المسرحي بين جمعية الثقافة والفنون ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية سوف تنتهي بحيث ستكون جميع المجالات المسرحية من اختصاص جمعية المسرحيين فقط، وهذا أيضًا أمر أكثر من رائع، لأن جمعية المسرحيين هي المفروض من يتولى هذا الموضوع. الدكتور الجاسر تطرق كذلك في كلمته إلى المراكز الثقافية الجديدة التي بدأت وزارة الثقافة والإعلام في إنشائها بمناطق المملكة ومنها مركز المدينةالمنورة الذي بدأ العمل فيه مؤخرًا، وقال إن هذه المراكز ستخدم الفنون وستجمع كل أطياف العمل الثقافي وأن المسرح سيكون جزءًا أساسيًا من هذه المراكز، وهذه بشرى من الدكتور الجاسر للمسرحيين وأهل المسرح بأن المراكز الثقافية الجديدة ستحتضن المسرح بشكل رسمي فعال سيكون له نتائجه الإيجابية. وبصفة عامة -وكما ذكرت هنا كثيرًا- فإن المراكز الثقافية والتي ستدمج الأندية الأدبية مع جمعية الثقافة والفنون، سوف تجسّد معاني الثقافة بشكلها الجميل، فالوضع الحالي لا يسر، والمراكز الجديدة هي الحل الناجع الذي سيُظهر ثقافتنا وفنوننا وأدبنا بشكل حضاري أرقى من الذي نعيشه حاليًّا ما بين “ازدواجيات” و“عشوائيات” تعشعش في جمعية الثقافة والفنون وفروعها. أعود لجمعية المسرحيين ومنسوبيها وأكرر تهنئتي لهم على نجاحهم في إقامة وتنظيم ملتقاهم الأول والذي سيكون سنويًّا، وقد اختاروا هذا العام موضوع “النص المسرحي” وكان اختيارًا موفقًا. والآن وبعد كلمة الدكتور عبدالله الجاسر وما حملته من بشائر، فإن على عاتق جمعية المسرحيين أصبح الدور كبيرًا لحمل مسؤولية المسرح بكل ما فيه من مصاعب ومتاعب، ومن خلال معرفتي (البسيطة) ببعض أعضاء جمعية المسرحيين وعلى رأسهم رئيس مجلس الإدارة أحمد الهذيل ونائبه علي الغوينم، فإنهم -بكل صراحة وصدق- أهل للثقة والمسؤولية، ولديهم عشق وإخلاص لا حدود له للمسرح، وكل رغباتهم وأمنياتهم أن يكون للمسرح السعودي وجوده وكيانه، وهم يعرفون -من خبرة ودراية- ما يحتاجه مسرحنا للنهوض به. الحقيقة لقد عانى المسرح السعودي كثيرًا، عانى من الإهمال.. من عدم التقدير.. من الازدواجيات والمجاملات في المشاركات الداخلية والخارجية، ولقد حان الوقت لنُخرجه من كل هذه المعاناة الطويلة، وهذا لن يكون إلاّ من خلال جهة تقدّر دور المسرح.. جهة يكون رجالها من الكوادر والطاقات المؤهلة للقيام بهذا الدور النهضوي.. وهذا ما أراه في جمعية المسرحيين السعوديين ومنسوبيها، فلهم مني الدعوات بالتوفيق، والأمنيات بأن نلمس عهدًا جديدًا للمسرح السعودي، خاصةً فيما قاله سعادة الدكتور عبدالله الجاسر في كلمته (“إزدواجية” العمل المسرحي بين جمعية الفنون ووكالة الوزارة ستنتهي وستكون جميع المجالات المسرحية من اختصاص جمعية المسرحيين فقط)، وفي رأيي أيضًا أن يكون دور جمعية المسرحيين شاملاًً لكافة الجهات التي تقدم المسرح، حتى الجامعات والمدارس. كما أهنئ جمعية المسرحيين على اختيارهم للشخصية المكرّمة في الملتقى وهي الكاتبة الدكتورة ملحة العبدالله التي تستحق التقدير والتكريم فمشوارها مع الإبداع والمسرح مشوار حافل بالعطاء والإخلاص. إذن نحن في عهد مسرحي جديد.. عهد رسمي.. عهد جاء فيه القادرون على تحمل المسؤولية وهم يحملون همومًا ومصاعب يدركون أبعادها ويدركون كيف يتجاوزونها إلى ما هو أفضل بإذن الله. إحساس يوم شفتها ذيك العيون الآمرة الناهية.. حملت مجدافي ولها أبحرت داخل عمقها.. حسيت إني ملكها.. روحي أسيرة لحبها.. (لا ما فهمت لا ما دريت)