إن أي مشروع تجاري يبدأ بفكرة، وهذه الفكرة متى ما تطورت وتبلورت بالطريقة الصحيحة فسوف تكون فرصة جيدة للبدء في العمل الحر. قد تمر بنا في حياتنا أفكار تجارية كثيرة وفرص عديدة كل واحد على حسب بيئته ومستواه العلمي وإمكاناته الشخصية وخبرته العملية ولكن تحويل تلك الأفكار واستغلالها في البدء بالعمل الحر هي المرحلة المهمة والمنعطف الرئيس لخلق استقلالية للشخص للدخول في عالم التجارة وتكوين مصدر دخل مستقل بإذن الله متى ما كان الشخص يتمتع بهذه الصفات: الثقة بالنفس، استغلال الفرص، المبادرة، الإصرار، الطموح، الحماس. إن الهواية والتخصص هما وجهان لعملة واحدة في مجال الأعمال الحرة متى ما تمت الاستفادة من كليهما أو أحدهما في البدء والانطلاق في هذا المجال. فالهواية هي ممارسة فعل مميز ومحبب للنفس أو مهارة يتميز فيها الشخص بعيدا عن أي ضغوطات لفعل ذلك الشيء، وها نحن نجد اليوم أمثلة كثيرة لدينا نجحت في تطوير الهواية وتحويلها إلى مشروع تجاري، ومن ذلك ما نراه في الأسر المنتجة التي تبدأ غالبا في نطاق عائلي صغير ومن ثم التوسع قليلا حتى الوصول إلى السوق، وكل ذلك باستغلال هواية في طبخ أو رسم أو حرف يدوية وغيرها. وفي المقابل هناك من يكتسب من التخصص مشروعا تجاريا، حيث إن (التخصص علم نظري أو خبرة عملية اكتسبها الشخص في حياته) وهناك أيضا أمثلة كثيرة في مشاريع تجارية بنيت على تخصص مؤسسها والبدء بالعمل التجاري في نفس التخصص، فنجد شخصا تخصصه في الكهرباء مثلا ينشئ مشروعه في نفس مجاله وشخصا درس الهندسة وتخصص فيها فيبدأ مشروعه بمكتب هندسي وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي نراها حولنا. خلاصة القول إن العمل الحر يمكن أن ينتج من الهواية أو من التخصص، وذلك حسب رغبة وطموح الشخص في إيجاد حلول أو خدمات أو منتجات تحتاجها البيئة أو المجتمع الذي يعيش فيه، وذلك باستغلال طاقته الكامنة وتحويلها إلى نجاح بإذن الله. وختاما نستطيع القول بأن السوق السعودي سوق واعد ومن أفضل الأسواق العالمية متى ما كان الشخص طموحا وقناصا للفرص، فهناك فرص كثيرة في كل المجالات وبكل الأحجام ولا تحتاج سوى توفيق الله أولا ثم تحويل الفرصة بشكل يتناسب مع إمكانات الشخص ومدى احتياج السوق لتلك الفرصة.