يُفترض على المسؤول السعودي أن يكون بعيداً عن المكابرة ولديه الشجاعة الكافية للاعتذار.. فمن الأخلاق الإسلامية عدم المكابرة والاعتذار عند الخطأ في كل مكان وتحت أي ظرف، بيد أن الدول «الكافرة»! نهضوا بشعوبهم بفضل هذه الصفة النبيلة، فيتعاملون فيما بينهم رؤساء ومرؤوسين بشفافية مطلقة، يستشعرون مسؤولياتهم يخفقون فيعتذرون فيصححون أخطاءهم أو يستقيلون في بعض الحالات تكفيراً عن أخطائهم، يدعمون نجاحهم بنقل مطالب مواطنيهم والعمل على تحقيقها، فالشعوب ليست غبية ولا يُنتقصها الوعي والإدراك بأي حال من الأحوال!، ولا عزاء لنرجسيتنا المطلقة التي تَعدّ ثقافة الاعتذار معيباً لدى بعضنا وحالة من الضعف والانكسار..! وزير الطاقة الياباني اعتذر فانحنى أمام شعبه لمدة عشرين دقيقة في مؤتمر صحفي، عقاباً لنفسه نظراً لانقطاع الكهرباء مدة 20 دقيقة.. ووزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان قدم اعتذاراً إلى الشعب عن التقصير في اكتشاف عبور جندي كوري شمالي للحدود المدججة بالسلاح! أما رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي مثل لحضور جلسة رقابة على الحكومة تقام بشكل (اعتيادي) استأذن رئيس المجلس ووجه اعتذاراً مطولاً للشعب الإسباني على فضائح الفساد في حزبه وقال نصاً (أنا آسف على تعيين أشخاص ليسوا جديرين بالمنصب)! آخر الكلام باعتقادي ليس هناك مواطن سعودي لم يغضب من ضعف تبرير الوزراء الثلاثة لقرارات التقشف الحكومي مع الإعلامي الشريان على القناة التجارية ال mbc – بعد أن جُزّت البدلات والعلاوات من رواتب الموظفين الحكوميين – «بل زادوا الطين بلة» حين عمم وزير الخدمة المدنية خالد العرج بأن إنتاجية الموظف السعودي ساعة فقط معتمداً على دراسة قبل 15 سنة..! أما نائب وزير الاقتصاد محمد التويجري فأعتقد أنه «استحى» أن يعتذر اعتذاراً مباشراً وقال «خانني التعبير في تصريح إفلاس السعودية».! والحكمة تقول: «إذا كان الاعتذار ثقيلاً على نفسك فالإساءة ثقيلة على نفوس الآخرين»!