أعلنت الولاياتالمتحدة أمس عن اتفاقٍ مبدئي بين أنقرةوبغداد بشأن الموصل، في حين أفادت مصادر بإعلان حظرٍ للتجول في كركوك بعد هجوم. وأفاد وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، بالتوصل إلى اتفاقٍ سيسمح في النهاية بدورٍ تركي في حملة استعادة مدينة الموصل التي تعد مركزاً لمحافظة نينوى "شمال العراق". وجاءت تصريحاته بعد محادثاتٍ في أنقرة مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان. وأبلغ كارتر الصحفيين في نهاية رحلته إلى تركيا "أعتقد أنه جرى التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ، والآن نعكف على تفاصيله، وهذا ما نعمل على تطبيقه"، بحسب ما أورد الموقع الإلكتروني لوكالة "رويترز" للأنباء. والموصل محتلة من قِبَل تنظيم "داعش" الإرهابي منذ أكثر من سنتين، وهي آخر معاقله الكبيرة في العراق بعد طرده من عدة مناطق. وفجر الإثنين الماضي؛ أعلنت الحكومة في بغداد بدء حملةٍ عسكريةٍ لاستعادة المدينة مدعومةً من التحالف الدولي ضد التنظيم. واعتبر رئيس الحكومة، حيدر العبادي، أن الحملة تسير بوتيرةٍ أسرع من الخطة المرسومة. في سياقٍ متصل؛ اتهمت الأممالمتحدة مسلحي "داعش" بجمع 550 عائلة من قرى حول الموصل واحتجازها قرب مواقع للتنظيم داخل المدينة لاستخدامها دروعاً بشريةً على الأرجح. وكشف المفوض الأممي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، عن تلقي مكتبه تقارير تفيد باحتجاز مدنيين بالقرب من مواقع تمركز مسلحي "داعش". وشدد المفوض في بيانٍ نقله الموقعان الإلكترونيان لوكالتي "فرانس برس" و"رويترز" للأنباء "هناك خطر جسيم من أن يستخدم مقاتلو داعش مثل هؤلاء الأشخاص الضعفاء دروعاً بشرية، وكذلك قتلهم بدلاً من رؤيتهم يتحررون". ووفقاً لمكتبه؛ أجبر التنظيم نحو 200 عائلة على السير من قرية السمالية إلى الموصل الأسبوع الماضي، فيما أجبر 350 عائلة أخرى على التوجه من النجفية إلى المدينة نفسها. وأعربت الأممالمتحدة، في وقتٍ سابق، عن مخاوفها من اضطرار نحو مليون شخص محتجزين داخل الموصل إلى الفرار من القتال، ما يمكن أن يتسبب في أزمةٍ إنسانية. وتوقعت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لدى بغداد، ليزا غراند، فرار نحو 200 ألف شخص من المدينة. لكنها حذرت، في تصريحاتٍ أمس من جنيف، من احتمال ارتفاع الأعداد اعتماداً على تطور الحملة العسكرية. وحتى الآن؛ نزح 3 آلاف و900 شخص من المدينة، بحسب ما أفاد المتحدث باسم المفوضية الأممية للاجئين، أدريان إدواردز. بدوره؛ دعا زيد بن رعد الحسين الجيش العراقي إلى وضع حماية المدنيين على رأس أولوياته. في غضون ذلك؛ أعلنت السلطات في كركوك حظراً للتجول بعدما هاجم مسلحون من "داعش" محطةً للكهرباء ومباني أخرى في المدينة النفطية شمال شرقي العراق. ووقع الهجوم في الساعات الأولى من صباح الجمعة وأسفر عن مقتل 18 شخصاً على الأقل. واندلع على الإثر قتالٌ استمر إلى ما بعد الظهر. وأفادت سلطات كركوك، التي تعد مركز محافظةٍ تحمل الاسم نفسه، بتحصن بعض المهاجمين في فندق ومسجد في وسط المدينة الذي يخضع حالياً لسيطرة قوات البشمركة الكردية. ووفقاً للموقع الإلكتروني ل "رويترز"؛ أمكن سماع زخَّاتٍ من نيران أسلحةٍ آليةٍ في مقطع فيديو ظهر فيه الفندق المهجور المؤلَّف من طابقين، فيما اشتعلت النيران في سياراتٍ قريبة ليمتلئ الشارع بدخانٍ أسود.ووفقاً للموقع؛ لم يتضح على الفور إن كان المتطرفون هاجموا كركوك ردّاً على حملة استعادة الموصل.