شن عشرات من مسلحي تنظيم داعش هجوما الجمعة على مدينة كركوك في شمال العراق، في محاولة على ما يبدو لتحويل الأنظار عن العملية العسكرية التي تنفذها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من المتطرفين. وبدأت منذ فجر الجمعة اشتباكات في مناطق متفرقة من مدينة كركوك أعقبها هجوم على محطة كهرباء قيد الإنشاء في بلدة الدبس القريبة، حسب ما أكدت مصادر أمنية ومحلية وبيانات للتنظيم المتطرف ومراسل لوكالة فرانس برس. وأدَّت الهجمات إلى مقتل 22 شخصا بينهم أربعة إيرانيين في محطة الكهرباء التي تقوم ببنائها شركة إيرانية. كما قتل 12 مسلحا على الأقل خلال الاشتباكات داخل مدينة كركوك. وفي تطور لافت بشأن العلاقة المتوترة بين العراقوتركيا أعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر الجمعة عن ثقته بإمكانية إشراك تركيا في الهجوم لاستعادة الموصل، رغم الخلافات بين بغداد وانقرة. وقال الوزير الأمريكي في ختام زيارة خاطفة لم تستغرق سوى بضع ساعات إلى أنقرة «اعتقد أن هناك اتفاقا حول المبدأ» من قبل الطرفين «ونحن بصدد مناقشة التفاصيل العملية» لمشاركة تركية في الهجوم على الموصل. وتأتي الهجمات على كركوك في اليوم الخامس من الهجوم على مدينة الموصل الواقعة على بعد أكثر من 150 كيلومترا من كركوك التي تعتبر آخر أكبر معقل للمتطرفين في العراق. وقال نقيب في قوات الأمن الكردية (الاسايش) لوكالة فرانس برس ان «مجموعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة نفذوا هجمات متفرقة بدأت حوالي الثالثة ضد قوات الأمن» في المدينة. وأوضح ان «هجوما استهدف مقر مديرية شرطة كركوك وسط المدينة، أعقبته هجمات متفرقة ضد حواجز تفتيش ودوريات للشرطة في حيي الوسطي ودوميز» في جنوبكركوك. وأضاف «تمكنت قوات الأمن من قتل أحد الانتحاريين داخل مقر مديرية الشرطة فيما فجر ثلاثة آخرون أنفسهم بعد محاصرتهم من قوات الأمن». وتابع ان «قوات الأمن اشتبكت مع عناصر آخرين من داعش اختبأوا في أحياء التسعين وحزيران ودوميز» في جنوبالمدينة. وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة كركوك لوكالة فرانس برس «حتى الآن، قتل ستة من عناصر الشرطة وأصيب 12 آخرون بجروح» في كركوك. وأشار إلى «مقتل ما لا يقل عن 12 مسلحا من داعش» خلال اشتباكات في أحياء متفرقة في جنوبكركوك وشرقها. وأعلنت قوات الأمن اثر وقوع الهجمات حظر تجول في عموم مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد). وقال الضابط في شرطة كركوك ان «عناصر داعش يتحصنون داخل بناية تجارية في حيي الأسرى والمفقودين وفي منازل في أحياء دوميز وحزيران والتسعين» الواقعة كلها في جنوبكركوك، مشيرا إلى «اشتباكات متقطعة حالياً بين القوات الأمنية ومسلحي داعش» الموجودين داخل المباني. وكان عناصر التنظيم هاجموا محطة للكهرباء في ناحية الدبس شمال غرب كركوك، وفجر بعض المهاجمين أنفسهم ما تسبب بمقتل 16 شخصا بينهم أربعة إيرانيين. وتبنى تنظيم داعش عبر وكالة «أعماق» التابعة له الهجمات التي تعرضت لها كركوك والدبس. وبحسب الأممالمتحدة، أدت العمليات العسكرية حتى الآن إلى نزوح 5640 شخصا، لكنها تتوقع زيادة النسبة مع اقتراب المعارك من المدينة. ويقيم في الموصل 1.5 مليون مدني، ويتحصن فيها بين 3000 إلى 4500 متطرف بحسب التقديرات. ويخشى المجتمع الدولي ان يستخدمهم التنظيم المتطرف كدروع بشرية.