أكد اقتصاديون سعوديون لوكالة الأنباء الإماراتية «وام» أن الإقبال الكبير الذي حظي به أول طرح للسندات السعودية الدولية يعكس ثقة الأسواق العالمية والمستثمرين وصناديق الاستثمار بالاقتصاد السعودي والملاءة المالية العالية لها على الرغم من تراجع أسعار النفط. وجذبت المملكة طلبات هائلة على سنداتها الدولية بقيمة تصل لنحو 67 مليار دولار لأول إصدار لها من السندات الدولية حيث استهدفت جمع 17.5 مليار دولار. مشيرين إلى أن هذا الطرح سيخفف الضغط على الاحتياطي النقدي السعودي ويوفر سيولة محلية لدى البنوك السعودية لتمويل المشاريع. وقال الخبير الاقتصادي والمالي فضل البوعينين إن أول طرح للسندات السعودية في الأسواق الدولية سجل نجاحا كبيرا حيث تمت تغطية الطرح بنحو أربعة أضعاف ما طلبته السعودية حيث بلغت طلبات الشراء 67 مليار دولار في حين استهدفت السعودية 17.5 مليار دولار فقط. وقال إن هذا الطلب الكبير الذي جذبته السعودية على سنداتها مؤشر على ثقة الأسواق العالمية والمستثمرين بالسندات الحكومية السعودية ويؤكد الملاءة المالية القوية للمملكة على الرغم من انخفاض أسعار النفط؛ المصدر الرئيسي لإيرادات السعودية. بدوره اعتبر المحلل المالي تركي فدعق أن إصدار السعودية أول طرح من السندات الدولية لسداد العجز المتوقع في الميزانية؛ يعد الخيار الأنسب حاليا وذلك في ضوء ارتفاع السيولة المالية لدى البنوك والصناديق العامة وانخفاض الفائدة. مشيرا إلى أن السندات تعد أفضل مقارنة بالقروض بالنسبة لطرفي العلاقة الدائن والمدين. وأوضح أن اللجوء للسندات يخفف الضغوط على الاحتياطي النقدي، مشيرا إلى أن الإقبال الكبير على باكورة سندات المملكة الدولية يؤكد ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي وقدرتها المالية وهذا الطرح الأكبر على مستوى الأسواق الناشئة، حيث كانت الأرجنتين سجلت الرقم القياسي الحالي لإصدار سندات في الأسواق الناشئة في شهر أبريل الماضي عندما باعت سندات بقيمة 16.5 مليار دولار. من ناحيته قال الاقتصادي الدكتور عبدالوهاب أبو داهش إن المملكة تتمتع باحتياطيات كبيرة تمثل خط الدفاع الأول عن الملاءة المالية لها كما أن الدين العام ضئيل جدا والمملكة بين أقل دول العالم من حيث الدين العام وبالتالي لديها قدرة كبيرة على اقتراض نحو 60% من الناتج الإجمالي المحلي كمعيار عالمي أي ما يعادل 1.5 تريليون ريال.