اتفق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره البريطاني بوريس جونسون على فرض مزيد من العقوبات على موسكو بسبب دورها في الحرب السورية ودعم نظام الأسد خاصة ما يجري في مدينة حلب، وجاء كلام الوزيرين إثر اجتماع عقد في العاصمة البريطانية لندن أمس لبحث التطورات في سوريا في محاولة لإيجاد حل للصراع الدائر منذ أكثر من خمس سنوات بعد يوم من اجتماع لوزان الذي فشل في التوصل إلى أي نتيجة. وشارك في الاجتماع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالإضافة إلى جون كيري، واستضافه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بحضور مسؤولين من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والإمارات. وعقد وزير الخارجية البريطاني والوزير كيري مؤتمراً صحفياً كررا فيه إدانتهما لما تتعرض له حلب من حملة إبادة كاملة من قبل نظام الأسد وروسيا، وقال كيري «نبحث فرض المزيد من العقوبات وأوباما لا يستبعد أي خيار بشأن سوريا»، وأضاف أن على الروس والأسد أن يفهما أن الحرب لن تنتهي دون حل سياسي حتى لو سقطت حلب، وهي الرسالة التي أراد توجيهها إلى روسيا بعد سيل معتاد من التهم والتحذير والتنديد بما يحدث في سوريا، واعتبر كيري أن الأسد يرتكب جرائم ضد الإنسانية بقصف المشافي والأطفال والمدنيين، وأن مشاركة روسيا في القتال في سوريا لدعم نظام الأسد، وكذلك إرسال مزيد من الأسلحة يزيد من مخاطر المواجهة. من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه لا يعتقد أن نظام الأسد وروسيا قادران على الانتصار في حلب، وأن بلاده تدرس مع واشنطن فرض عقوبات على دمشقوموسكو بسبب حلب، مشيراً إلى أن روسيا تشعر بحجم الضغط الدولي عليها، مطالباً بمواصلة هذا الضغط، لافتاً إلى أن الحل السلمي ووقف النار يصب في مصلحة الروس على المدى البعيد، داعياً إلى فصل جبهة فتح الشام عن الفصائل المعتدلة، وهو مطلب روسي أمريكي. ميدانيّاً، واصلت طائرات روسيا والأسد غاراتها الجوية على أحياء مدينة حلب ومدن وبلدات الريف الحلبي وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف، ما أدى لسقوط عديد من الشهداء والجرحى في أحياء السكري والمشهد وباب النصر وكرم النزهة والقاطرجي والقطانة، وأحدثت دماراً في المنازل والممتلكات. وعلى الصعيد العسكري جرت اشتباكات عنيفة جدّاً على جبهات أحياء السيد علي وحي الشيخ سعيد وميسلون وقسطل حرامي وكرم الطراب في حلب القديمة، وتمكن خلالها الثوار المدافعون عن المدينة من صد جميع الهجمات وتكبيد قوات الأسد خسائر في الأرواح والعتاد واستعادوا جميع النقاط التي تقدمت فيها قوات الأسد. وفي ريف دمشق جرت معارك عنيفة جدّاً أمس بين جيش الإسلام وقوات الأسد على جبهات بلدتي الريحان وتل كردي في الغوطة الشرقية، وقال جيش الإسلام إن عناصره تمكنوا من قتل 25 عنصراً وجرح عدد آخر من قوات الأسد بعد إيقاعهم بكمين محكم، وأضاف جيش الإسلام أنه تمكن أيضاً من استعادة السيطرة على عدة نقاط كان قد خسرها في الأيام الماضية على محور معمل سبيداج، بالإضافة لاغتنام بلدوزر مصفح وعدد من الأسلحة والذخائر، وجرت المعارك وسط غارات جوية مكثفة من طائرات روسيا والأسد وقصف مدفعي وبقذائف الهاون على نقاط الاشتباكات وبلدات الشيفونية والنشابية وحزرما ومدينة دوما، ما أدى لسقوط شهيد في دوما.