الشائعات هي الحديث في الأقوال والأخبار والروايات التي يتناقلها الناس دون تأكد من صحتها ودون التحقق من صدقها، ويميل كثير من الناس إلى كل ما يسمعونه دون محاولة للتأكد من صحته، ثم يأخذون يروون إلى الغير، وقد يضيفون إليه بعض التفصيلات الجديدة، وقد يتحمسون لما يروونه ويدافعون عنه بحيث لا يدعون السامع يتشكك في صدق ما يقولونه وعبر وكالة يقولون تنتقل من شخص إلى آخر ومعظمها في المجالس، ومن الصعب السيطرة على حديث المجالس؛ لأن معظم الناس بسطاء وينقلون ما يسمعونه، في مجتمعنا الخليجي أمقت الإقصائية حتى في المناسبات؛ حيث إنك تجد شخصاً بسبب وشاية من حاقد قام بتلفيق تهمة لشخص وحرض عليه من خلال تقنية التواصل الاجتماعي وفي حديث المجالس، وقام بنشر فكرة سيئة عنه، حتى أصبح الواشي غير معروف، فالحديث تم تداوله في وسائل التواصل، وبهذا لن تتم محاسبة الحاقد، وهذا ما يزيد التنفير في المجتمع. وكذلك الدعوة للتجمع لمناسبة، والهدف منها إظهار أشخاص وإقصاء آخرين، واللمز بالنسب، والتقليل من الأشخاص الذين لديهم قيمة في المجتمع من شيوخ قبائل وعلماء ورجال دين وكتّاب، وإطلاق شائعات الكراهية بواسطة كلمة يتفوه بها هذا الحاقد الذي غالبا لا يجد مكانة، ويريد أن يكون له مركز مرموق بين الضعفاء، فيتبعون رأيه دون دليل أو برهان، وإلقاء ضوء باهر على هذا الشخص بأنه ذو رأي سديد وأن هدفه نبيل، والواقع أنه يتبع المثل المعروف «فرق تسد» حتى يظهر بالمظهر اللائق لما يصبو إليه. هذه الأشكال من الناس الموجودين في المجتمع لو وجدوا من يتصدى لهم ويكشف زيفهم وبهرجتهم البراقة، لرجعوا لحجمهم الطبيعي، ومنعهم المجتمع من اختلاق قضية أو خبر لا أساس له من الصحة بمجرد تحريفه لما يمليه عليه الضمير الإنساني. على العقلاء في المجتمع وشيوخ القبائل البحث عن هذه المشكلة والرفع للسلطات المعنية في الدولة -أيدها الله- لردع هؤلاء من بث الفرقة بين المجتمع، ولابد من مراقبة من يثير النعرات بين المجتمع؛ حيث إن الشائعات تلعب دوراً رئيساً في وقت الأزمات والحروب، كما أنها تثير العواطف وتترك آثاراً عميقة في النفوس، فالمجتمع جُبل على حب العلماء وولاة الأمر وتقدير المسؤولين والوجهاء وشيوخ القبائل؛ لدورهم في مرحلة توحيد هذه البلاد بقيادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه -، وعلينا عدم إطلاق شائعات بما تتخذه الدولة من قرارات، ولا ننشر ما ينقل من معرفات من خارج الحدود وبأسماء وهمية، بل تركها تمر مرور غير المرحب به، ولا ننقل إلا عن الجهات الرسمية المخولة بالحديث عما يصدر من قرارات في الدولة حتى نجعل أعداءنا يلطمون من تلاحمنا والتفافنا حول ولاة أمرنا والوقوف ضد أعدائنا، فهناك ملايين من أعدائنا يقيمون بين ظهرانينا، ويأكلون من خيرنا، وولاؤهم لغيرنا.