بدأت في مدينة لوزان السويسرية أمس محادثات حول سوريا بينما يسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى مسار جديد للسلام بعد أن فشل في تأمين وقف لإطلاق النار في محادثات مباشرة مع روسيا. واجتمع كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف ووزراء خارجية السعودية وتركيا وقطر والأردن والعراق ومصر وإيران بعد ثلاثة أسابيع من إخفاق وقف لإطلاق النار. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إنه لا يتوقع الخروج بأي إعلان مهم مع نهاية اليوم. وأضاف قائلاً «هذه ستكون عملية صعبة جدّاً». وأوروبا ليست ممثلة في الاجتماع، لكن وزارة الخارجية الفرنسية أكدت أن وزراء خارجية دول تنهج سياسات متقاربة حيال الأزمة يخططون للاجتماع لمناقشة الملف السوري في لندن اليوم الأحد. وقال المسؤول الأمريكي إنه منذ انهيار التعاون الأمريكي الروسي – الذي كان لفترة طويلة عماد جهود إنهاء الحرب في سوريا- بحث مسؤولون أمريكيون عدداً من الأفكار وإنه رغم عدم توقع حدوث انفراجة إلا أن الشكل الإقليمي قد يكون الأساس لعملية جديدة. وقال دبلوماسي غربي في لوزان إن الاجتماع لم يحظ بإعداد جيد وأهدافه غامضة ولم تتضح قائمة المشاركين فيه إلا في الدقيقة الأخيرة. وتابع الدبلوماسي «إذا كان لهذا الاجتماع أن يصل لاتفاق بشأن حلب فعلى دول أن تقدم تعهدات: أن تتعهد روسيا بوقف القصف وتتعهد إيران بسحب مسلحيها على الأرض الذين يساندون دمشق». وأضاف قائلاً «ذلك كثير لتحصل عليه في نصف يوم. خصوصاً إذا لم تكن الشخصيات التي تصل إلى الاجتماع غير راضية عن شكل المحادثات، إذا كان لهذا الشكل أن تكون له مصداقية فإن على كيري أن يخرج من المحادثات الليلة ويقول إن لديه شيئاً ما لحلب. وقف لإطلاق النار يكون ذا مصداقية». وعقد وزير الخارجية عادل الجبير أمس اجتماعاً رباعيّاً تنسيقيّاً قبيل الاجتماع الدولي لبحث الأزمة السورية في مدينة لوزان مع كلٍّ من محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، كما اجتمع الجبير مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا قبيل الاجتماع الدولي. ميدانيّاً شن طيران روسيا والأسد غارات جوية مكثفة بكافة أنواع الأسلحة على أحياء ومدن وبلدات حلب خلفت عشرات من الجرحى وعدداً من الشهداء، واستهدفت إحدى الغارات معمل آراك للأدوية في بلدة المنصورة غرب حلب أدت لتدميره بالكامل وسقوط عدد من الشهداء والجرحى ممن كانوا بداخل المعمل، وفي المقابل سقط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين جراء سقوط قذائف على أحياء يسيطر عليها نظام الأسد في مدينة حلب. وعلى الصعيد العسكري تمكن الثوار من التصدي لمحاولات تقدم قوات الأسد على جبهة حي كرم الطراب وأجبروا القوات على التراجع، كما تصدى الثوار أيضاً لمحاولة تقدم ميليشيا النجباء العراقية في حي الشيخ سعيد وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، واستهدفوا نادي الضباط في مدينة حلب بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة، كما أعلن الثوار عن تمكنهم من صد هجوم آخر على قرية الأيوبية بالقرب من جبل الحص وكذلك على كتيبة الدفاع الجوي قرب خان طومان وعلى جبهة عزيزة جنوب حلب. من جهته، طالب الائتلاف الوطني أمس، المشاركين في «اجتماع لوزان»، بضرورة وقف القتل والتهجير القسري، وعدم الاعتراف بالهدن المحلية، التي أصبحت أساساً لعمليات التهجير والتغيير الديمغرافي. وشدد رئيس «الائتلاف»، أنس العبدة، على ضرورة الوقف الفوري للقتل في سوريا وعلى الأخص في حلب، ورفع الحصار وإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة، داعياً إلى سحب جميع الميليشيات الطائفية وبخاصة «الحشد الشعبي» وميليشيا «حزب الله» اللبناني، من جميع الأراضي السورية. ودعا رئيس الائتلاف الوطني إلى اعتبار استخدام الأسلحة الفتاكة كالقنابل الارتجاجية والعنقودية والصواريخ الفراغية وقنابل النابالم، إضافة إلى عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي التي تطول المحاصرين بالإجبار عبر الهدن المحلية وهي استراتيجية النظام وإيران لنسف العملية السياسية، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.