اشتد الخلاف بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح، بعدما زادت الشكوك حول مصدر القصف المشبوه الذي تعرضت له القاعة الكبرى في العاصمة اليمنية صنعاء. وما زاد من الشكوك حول مصدر القصف بعض ما كشفت عنه مصادر محلية أن بعض الجرحى الذي أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة الانفجار الأول، تعرضوا لإطلاق نار على يد مسلحين كانوا يقفون بالقرب من القاعة الكبرى التي كانت تكتظ بمؤيدي صالح. وقد زادت هذه الحادثة من حدة الخلافات بين الطرفين الانقلابين، مقرونة ببعض الوثائق المسربة التي تتحدث عن محاولات لسيطرة الحوثيين على ألوية الحرس الجمهوري. وتتلخص المؤامرة في استهداف ما تبقى من ألوية الحرس، تسليم عدد من الألوية لشقيق زعيم جماعة الحوثي، تسليم "قيادة ثلاثة ألوية حرس جمهوري وكتيبة" لعبدالخالق الحوثي، فصل القيادة عن الحرس الجمهوري إدارياً ومالياً، استهداف اللواء مشاة العرقوب خولان. وكشفت الوثائق عن ضرورة إشراف عبدالخالق الحوثي على الألوية إشرافاً كاملاً، وصلاحياته في تغيير من يتنصل من القادة وإدخال ألوية الحرس إلى الجبهات تحت قيادة عبدالخالق الحوثي. ولعل مصرع قائد قوات الاحتياط اللواء علي الجائفي، يعزز الاتهام حول الجهة المنفذة نحو الحوثيين، حليف صالح في الانقلاب. وبحسب مصادر مطلعة فإن ثمة صراع منذ بدء الانقلاب بين الحوثيين واللواء الجائفي، حيث رفض الأخير تسليم قيادة الحرس الجمهوري للشقيق الأصغر لزعيم المتمردين ويدعى عبد الخالق الحوثي، والتوقيع على محضر التسليم بحضور قيادات عسكرية أخرى. وستفتح تصفية الجائفي الباب أمام الحوثيين بتوليهم قيادة هذه القوات العسكرية، مما يجعلهم يتحكمون فيما تبقى من القوة العسكرية وتقليص صلاحيات حليفهم صالح في القرار العسكري. ولعل الأيام القادمة تنذر بمزيد من الصراعات والخلافات بين طرفي الانقلاب، خصوصا وأن بعض الكتائب التابعة لقوات الحرس بدأت توالي القيادي عبدالخالق الحوثي.