تعهد دونالد ترامب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية أمس بالبقاء في السباق بعد أن هوت حملته إلى أزمة مع تعرضه للانتقاد من المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس وقيام أكثر من 12 شخصية بارزة في الحزب بسحب تأييدهم له ومطالبته بالانسحاب عقب أنباء عن تسجيل يرجع إلى عام 2005 تحدث فيه بعبارات بذيئة عن النساء. وقال ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال صباح أمس «فرصة انسحابي صفر». وفي خطوة غير معتادة أصدر مايك بنس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس بياناً على تويتر انتقد فيه ترامب وقال إنه لا يستطيع الدفاع عنه. وقال بنس حاكم ولاية إنديانا «كزوج وأب أشعر باستياء من الألفاظ والتصرفات التي وصفها دونالد ترامب في التسجيل المصور الذي سجل قبل سبع سنوات ونشر أمس». وتابع قائلاً «لا أصفح عن تصريحاته ولا يمكنني الدفاع عنه». وجرت ليل أمس المناظرة الثانية بين ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 8 نوفمبر المقبل. ويواجه دونالد ترامب الذي تتآكل شعبيته داخل حزبه بسبب تصريحاته المشينة عن النساء مهمة صعبة تتمثل في إظهار أنه مازال مرشحاً يُعتَد به في المناظرة الرئاسية الثانية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. ومن المتوقع أن يتعرض ترامب (70 عاماً) لضغوط مكثفة خلال المناظرة. فلا يتعين عليه فقط تفادي هجمات كلينتون وتوضيح لماذا يرى أنه يمثل بديلاً أفضل بل يتعين عليه أيضاً أن يظهر جانباً في شخصيته قادراً على الاعتذار ليتجنب تخلي المزيد من الجمهوريين عنه. وكان ترامب يواجه معركة شاقة بالفعل للفوز بدخول البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الثامن من نوفمبر حتى قبل كشف النقاب عن تسجيل فيديو من عام 2005 يظهر فيه وهو يتحدث بوقاحة عن النساء. وأظهر استطلاع أجرته رويترز بالاشتراك مع مؤسسة إبسوس لقياس الرأي العام تقدم كلينتون بخمس نقاط الجمعة الماضي قبل ظهور التسجيلات. والآن السؤال المطروح هو ما إذا كان مسعى ترامب للرئاسة قد أوشك على الانتهاء. ويضفي الجدل الجديد حالة من عدم التيقن على المناظرة المقررة في الساعة التاسعة مساء بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي بجامعة واشنطن في سانت لويس وهي المناظرة الثانية من ثلاث مناظرات رئاسية مقررة مع دخول سباق الانتخابات الأمريكية أسابيعه الأخيرة. وستشمل المناظرة فتح باب الأسئلة للحاضرين وتقرر أن تخصص نصف الأسئلة لمن لم يحسموا اختيارهم بعد وسيوجِّه مقدِّما المناظرة بقية الأسئلة. وقال مايك بينس الذي اختاره ترامب نائباً له في حال فوزه إن ترامب يحتاج لإبداء الندم. وقال بينس في بيان «نحن نصلي من أجل أسرته ونتطلع لفرصة ليظهر من خلالها ما في قلبه عندما يتحدث للأمة». ووضعت الأزمة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في وضع صعب في حين لم يبق سوى أقل من شهر على موعد الانتخابات. وقد يكون على ترامب أن يتخلى عن الترشح ليسمح لزعماء الجمهوريين باختيار بديل لكن المرشح وهو رجل أعمال من نيويورك لم يبد أي إشارة على استعداده لذلك رغم تزايد المطالبات من زعماء منتخبين له بأن يترك الترشح للرئاسة لبينس. وكتب ترامب على تويتر اليوم الأحد «الإعلام والمؤسسة يريدان بشدة أن يرياني خارج سباق الرئاسة، لن أنسحب من السباق قط ولن أخذل أنصاري قط».