طرح موقع «Real Life Lore» فكرة مثيرة للاهتمام تتعلق بحشر جميع سكان الكرة الأرضية في مدينة واحدة، وقد تبدو هذه الفكرة غريبة نوعاً ما، ولكن مع التهديد الحقيقي لتغيرات المناخ قد لا يكون لدينا في السنوات المقبلة أماكن عديدة للسكن على كوكب الأرض، فوفقاً للأمم المتحدة، يمكن أن يكون هنالك أكثر من 11 مليار نسمة على كوكب الأرض بحلول نهاية هذا القرن، وهذا يعني زيادة استهلاك موارد الأرض بالإضافة إلى الحاجة لتوسيع حدود المدن العالمية. لكن ما مقدار المساحة القادرة على استيعاب هذا العدد الضخم.. وما هي الحاجة لذلك؟ تناول الموقع، كما جاء في «rt.ru» أمثلة في العالم الحقيقي للمدن ذات الكثافة السكانية العالية لتوضيح هذه الفكرة، فعلى سبيل المثال: سنغافورة، وتعدُّ حالياً المكان الأكثر كثافة سكانية في العالم، حيث يعيش حوالي 7605 أشخاص في كل كيلومتر مربع. وإن كنت لا تعارض الفكرة، فيمكننا حشر كل سكان الأرض البالغ عددهم 7.4 مليار نسمة في مدينة بمساحة ولايات تكساس وأوكلاهوما ولويزيانا معا «ما يزيد على مليون كيلو متر مربع في المجموع». وثمة مناطق من العالم ذات كثافة سكانية عالية، حيث يشمل وسط منهاتن نحو 27 ألف نسمة في كل كيلومتر مربع بشكل وسطي، وفي حال تبني هذه الفكرة الغريبة، سيمكننا حشر البشر كلهم في مدينة بحجم دولة الإكوادور. ونُشرت دراسة عام 2010 في PNAS قام بها باحثون من الجامعة الوطنية الأسترالية، تقول: «في نهاية المطاف، قد يكون ما يصل إلى حوالي نصف الكرة الأرضية غير صالح للسكن بسبب ارتفاع درجات الحرارة على مدى الأعوام المقبلة». وتوقعت دراسة أخرى نُشرت في العام الماضي، أن تضرب طبيعة التغيرات المناخية وموجات الحر الشديد مناطق الخليج العربي لتجعل مدناً مثل الدوحة وأبو ظبي غير صالحة للسكن خلال ال 100 سنة المقبلة. لذا دعونا نأمل استعمار المريخ عما قريب قبل أن يصبح علينا تقبل فكرة السكن داخل مدينة بحجم دولة صغيرة لا تتجاوز بضعة كيلومترات «على سبيل المثال»، ولكن إن حصل هذا السيناريو، وهو الأسوأ بطبيعة الحال، فأنت الآن على علم بما سيواجهه البشر.