تواصَل القتال بين القوات الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان أمس في مدينة قندوز، وقال مسؤولون أمس إن آلاف السكان فروا أو يواجهون أوضاعاً معيشية متدهورة مع دخول المعركة بين القوات الأفغانية ومتشددي «طالبان» يومها الثالث في مدينة قندوز شمال البلاد. واخترق مقاتلو «طالبان» بسهولة دفاعات المدينة الإثنين، مما أثار تساؤلات بشأن قدرة قوات الأمن المدعومة من الغرب في الوقت الذي اجتمع فيه مانحون دوليون في بروكسل لإقرار تقديم مساعدات تنموية جديدة لأفغانستان بمليارات الدولارات. وقال حاكم قندوز أسد الله عمر خيل «غالبية المدنيين غادروا مدينة قندوز إلى مناطق أو أقاليم مجاورة». وأضاف «لا توجد كهرباء أو مياه أو غذاء. وأُغلقت متاجر كثيرة». وقال قاسم جانج الباغ قائد شرطة قندوز، إن قوات الحكومة مدعومة بقوات خاصة وضربات جوية أمريكية أحرزت تقدماً بطيئاً لكن «مهماً» في تطهير المدينة. لكنه اعترف بأن الوضع مازال خطراً بالنسبة لكثير من السكان. وقال «هناك مشكلات أمنية في المدينة». وأضاف أن «الناس ليس لديهم ما يكفي من غذاء ومياه وغيرها من الاحتياجات، ما جعلهم يغادرون المدينة ليذهبوا إلى مناطق آمنة». وعبر مواقع التواصل الاجتماعي رفضت «طالبان» المزاعم بأن الحكومة استعادت قندوز، واتهمت قوات الأمن والقوات الأمريكية بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين. وقالت قيادة الجيش الأمريكي في كابول، إن اشتباكات «متفرقة» وقعت داخل قندوز، لكن قوات الأمن الأفغانية سيطرت على المدينة. وقال الجيش في بيان عبر الإنترنت، إن الطائرات الأمريكية نفذت ضربتين جويتين على الأقل أمس «للدفاع عن القوات الصديقة التي أطلقت عليها نيراناً معادية». من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الأربعاء، إن على «طالبان» النظر إلى نموذج الاتفاق بين الحكومة الأفغانية وقلب الدين حكمتيار أحد أمراء الحرب الأفغانية كطريق إلى سلام «مشرف» في أفغانستان. وأضاف كيري خلال مؤتمر دولي في بروكسل يهدف لحشد الموارد المالية للحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب، أن «طالبان» لن تستطيع الفوز على أرض المعركة. وأشار كيري إلى اتفاق السلام الذي أُعلن الأسبوع الماضي مع الحزب الإسلامي في أفغانستان، والذي يتزعمه حكمتيار، واصفاً إياه بأنه «أحد أسوأ الشخصيات سمعة في البلد». وقال كيري «هذا نموذج على ما قد يكون متاحاً، وأعتقد أن رسالة كل شخص هنا ينبغي أن تكون موجهة إلى (طالبان)، ضعوه (هذا النموذج) في اعتباركم». وأضاف كيري «هناك طريق إلى الأمام نحو نهاية مشرفة للصراع الذي بدأته (طالبان). هذا صراع لا يمكن حسمه في ميدان المعركة. والتفاوض بشأن تسوية سياسية مع الحكومة الأفغانية هو السبيل الوحيد لإنهاء القتال وضمان استقرار دائم وتحقيق انسحاب كامل ونهائي للقوات الدولية». وقال «إن هدف تخليص أفغانستان من القوات الأجنبية لن يحدث… مع استمرار التمرد، بل من خلال السلام». والاتفاق الذي أُبرم الأسبوع الماضي يُلزم حكمتيار بوقف العنف وقطع علاقاته مع الجماعات الدولية المتشددة وقبول الدستور الأفغاني وما يكفله من حقوق للنساء والأقليات.