المسنون .. ليسوا بقية حياة متهالكة، ليسوا ضعفاً مجرداً، ليسوا ذاكرة تالفة، ليسوا من مكونات الهامش. بل هي الفئة المباركة التي أكرمنا الله بها من قبل و من بعد، و ظللنا بغمام رحمتهم و عطفهم وبرهم و جعل لنا من الأجر على ذلك ما لا يحصيه العادون. هم أولو النعمة و الأسبق في المعارف و في الإنسانية و الرعيل الأول الذين تولوا موارد وطننا البشرية و المادية بالحفظ و الرعاية، المسنون هؤلاء ممن أمرنا بأن نخفض لهم جناح الذل من الرحمة عرفانَ أياديهم الكريمة حين تعهدوا إصلاح أمرنا كله حين كنا نعيش مرحلة الضعف الأولى. المسنون، لا يمكننا بأي حال أن نؤدي حقهم علينا؛ لكننا في مقام التذكير لأنفسنا بأهمية توقيرهم و الاغتراف من معين حكمتهم ووجوب الإبقاء عليهم كمكون أساس لمتن المجتمع نحتفي بهم و هم أهل المنة علينا في «اليوم العالمي للمسنين» تبجيلاً لمقامهم و امتثالاً لقول رسول الإنسانية الأكرم- صلى الله عليه و آله و سلم- (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم).ويعرف المسن بأنه هو من كبر سنه وطال عمره ويرتبط مفهوم المسن بالشيخ والعجوز وهو كبير السن الذي أثر كبره في نشاطه، ونلاحظ أن الأغلبية منهم قد يواجهون بعض المشكلات التي تعيق من استمتاعهم الأمثل بالحياة حيث وجد. الباحثون رأوا أن المسنين يواجهون جملة من المشكلات، أهمها المشكلات الصحية مثل إهمال المسنين أنفسهم، ويظهر ذلك في عدم مراجعتهم للأطباء أو تقدمهم بطلبات المساعدة حتى تسوء حالتهم. رغم وجود الكشف الطبي الدوري. ومحاولة بعض المسنين علاج أنفسهم بعيداً عن الإشراف الطبي رغم خطورة ذلك. وغياب الوعي لدى أسر المسنين حول أمراض الشيخوخة، والمشكلات الاقتصادية بسبب ضعف القدرة على العمل، وبالتالي غياب مصادر الدخل أو قلته وبخاصة أنهم ينفقون الجزء الأكبر من دخلهم على الغذاء والمأوى وهذا بالضرورة يؤثر في الجوانب الأخرى من حياتهم كالاهتمام بالذات، والترفيه، والزيارات، والسفر. وأخيراً فإن أخطر ما يواجهه المسنون هوالمشكلات في العلاقات الاجتماعية التي تشعرهم بالوحدة والعزلة وبخاصة عند فقد شريك الحياة، وابتعاد الأصدقاء أو وفاتهم وعقوق الأبناء أو غيابهم أو المشكلات مع الأهل والأقارب وإقصائهم عن المشاركة في النشاطات الاجتماعية والمناسبات والحد من قوتهم كأداة ضبط اجتماعي. لذلك تتمثل أهمية رعايتهم ضرورة تفرضها طبيعة العصر الحديث الذي يتميز بارتفاع متوسط الأعمار نتيجة للتقدم الصحي وما يتضمنه ذلك من إجراءات وقائية وعلاجية. مما أدى إلى تميز هذا القرن بظاهرة تزايد فئة المسنين بين سكان المجتمعات. ونلخص جوانب الاهتمام التي يجب أن تسخر لخدمة قضية المسنين: 1 – إن التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكافة البلدان لن تتحقق لها إلا إذا استفادت من مشاركة هذه الثروة الهائلة من مسنيها في قوى العمل. 2 – المسنون يؤدون وظيفة اجتماعية حيوية تتمثل في أبسط صورها في تقديم خبراتهم وإرشادهم لمن حولهم في كافة جوانب الحياة. 3 – إن الواجب الديني والأخلاقي والقيمي يلزم علينا أن نقدم مساعدتنا لمن أفنوا عمرهم في خدمة المجتمع. نلخص أهم الأدوار الضرورية للأخصائي الاجتماعي في مجال رعاية المسنين: 1 – أهمية مراعاة الاتجاهات الفكرية لدى المسن التي نمت وتطورت عبر السنين. 2 -مساعدتهم للوصول إلى درجة التوافق النفسي والاجتماعي والتكيف مع البيئة التي يتعايش معها. 3 – استثمار قدرات المسن مهما كانت قليلة أو ضعيفة ومحاولة توظيفها في تقديم العلاج التأهيلي الشامل. 4 -مساعدة المسنين على العيش في مساكنهم ومع أسرهم لأطول فترة ممكنة.