كتب الإعلامي سلطان البازعي مع أول يوم لافتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب على حسابه في التويتر (معرض الرياض الدولي للكتاب – الفكر بحراسة أمنية). وهذا ما يرفضه بعض المسؤولين القائمين على المعرض، أو يبررها بأن الوضع لا يحتمل المزيد من المسرحيات الهزلية كما حدث في مهرجان الجنادرية. (فتاوى تحرم الذهاب للمهرجان وأخرى تدعو لمقاطعة معرض الكتاب). حينما تتجول في المعرض، تجد أن هناك نوعين من العيون، واحدة تحدق في عناوين الكتب وأخرى تراقب كل فتاة تعبر، وكل امرأة تقف تتصفح كتابا لربما يصادفه مشهد يطلب تدخلا منه بشكل سريع وحاسم كما حدث في المعارض السابقة، لكنهم هذه المرة كانوا يراقبون بحسرة لوجود صرامة أمنية في التعامل معهم. إلى متى سنظل في هذه الحالة من الخوف والريبة عندما تقام معارض للكتب أو مهرجانات تعبر عن الفرح، بحجة الاختلاط والمرأة، لماذا نخاف من حدوث ما نسميه بالكوارث عندما تعبر امرأة كاشفة الوجه ملتزمة بحجابها الإسلامي، في مهرجان أو مجمع تجاري أو معرض للكتاب. رغم التعامل مع الحالات المتشابهة في دول الخليج المجاورة بحسن النوايا ولا نخاف من حدوث مثل هذه المشكلات فيها. لقد أثبت معرض الرياض الدولي للكتاب أنه الأقوى على مستوى القوة الشرائية، ومن خلال إحصائيات وزارة الثقافة، نجده تجاوز خلال الثلاثة أيام الأولى ما يزيد عن مليون ريال، وهذا ما يعني تعطش الجيل الجديد للكتاب، إلا أن هناك من يصرخ ويقول إن سوق الكتاب أصبح ضعيفاً نظراً لوجود وسائل أخرى تبعد القارئ عن الكتاب. وكي لا أبتعد كثيراً أعود لحالة الشك التي تصاحب بعض العيون الذين كانوا يثيرون الفوضى في معارض سابقة، ويوقفون أي سيدة أو يمنعون حديثاً عابراً بين الناشر والمرأة التي تبحث عن كتاب. ولعلي هنا أكرر بأن ما يحدث هو نتاج ثقافة تعليمية مورست بطريقة خاطئة طيلة الثلاثين عاماً الماضية، وها نحن اليوم نتجرع مرارتها، وبعض القائمين على وسائل إعلامنا ما زالوا يكرسون المفاهيم الخاطئة في عقلية المواطن، وربما بشكل غير مقصود، لكنها أصبحت ثقافة سائدة بحاجة لوضع قوانين صارمة تلزم الجميع بضرورة الالتزام بها ومن يخالفها عليه أن يحاسب ونقول كفانا صمتنا على أخطائنا. ولا ندع الحراسة الأمنية تتكرر في المعارض القادمة لحماية الفكر، ونقوم نحن بحماية البلاد بفكرنا وسلاحنا وعلمنا، وليس بتكريس حالات من التخلف في المجتمع.