تحت شعار «خدمة ضيوف الرحمن، شرف، أمانة، مسؤولية» نجحت الأجهزة والجهات المختلفة في تنظيم الحج للعام 1437 ه الذي عكسه صور الفرح والسرور على مُحيّا قيادات الحج العليا والمركزية المتمثلة في سيدي ولي العهد الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة الحج المركزية وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين وأمير منطقة مكة رئيس لجنة الحج العليا. إن بوادر نجاح خطة الحج لهذا العام كانت من خلال الاستعداد المبكر لجميع الوزارات والجهات والمؤسسات والقطاعات المعنية وفق إدارة وقيادة وزير الداخلية -حفظه الله- لجميع القطاعات المختلفة للحج والتكامل والتناغم لمنظومة الحج على جميع المستويات. قبل اليوم الثامن من ذي الحجة، اتضحت معالم الخطة وتفاصيلها والجدية في تحقيق أهدافها وفق الأنظمة واللوائح التي تنظم العمل الأمني للمشاعر ومدينة مكةالمكرمة بشكل خاص وعلى المستوى الوطني بشكل عام، من خلال وجود عشرات الآلاف من رجال أمننا من الشرطة والمرور وأمن الطرق والدفاع المدني وقوات الطوارئ والقوة الخاصة والقوة الأمنية المساندة وفق خطة أمنية دقيقة، استطاع الأمن العام إعادة ما يقارب 85 ألف سيارة لا يحق لها الدخول للمشاعر، وتم ضبط حوالي 48 سيارة نقل مخالفين وضبط 22 حملة حج وهمية. الأعداد السابقة هي أعداد أقل من العام الماضي حيث تعكس من وجهة نظري نجاح الحملة الإعلامية لحج هذا العام من خلال التركيز على تفعيل الأنظمة ضد المخالفين والتأكيد على عدم السماح لغير المصرح لهم بالحج. أبرَزَ أمن الطرق مهنية عالية في هذه المنظومة من خلال تفعيل الخطة بإعادة أكثر من 70 ألف سيارة مخالفة لاشتراطات نقل الحجاج عبر شبكة الطرق التي تشرف عليها في منظومتها الأمنية، وكذلك قامت دوريات أمن الطرق بحجز ما يقارب من 28 ألف سيارة مخالفة لاشتراطات نقل الحجاج داخل المشاعر وهي التي تقل عن 25 راكباً. ولكم أن تتخيلوا المشهد لو تمكنت هذه الأعداد من السيارات من الدخول لمدينة مكة والمشاعر المقدسة وحالة الفوضى والاختناق التي من الممكن أن تحدثها للحج والخدمات المقدمة. أما بعد اليوم الثامن فالحديث هنا لخطة الأمن العام لمشعر منى وعرفات ومزدلفة وترابطها وتفاعلها مع خطة الأمن العام لمدينة مكةالمكرمة. اتضح النجاح للمشاهد والمطلع على هذه الخطة من خلال انسيابية انتقال حجاج بيت الله الحرام بين المشاعر بيسر وسهولة ودون حوادث تذكر. إن نجاح المنظومة الأمنية كان سبباً في نجاح أكثر من 23 ألف موظف ومنسوب لأمانة العاصمة المقدسة الذين يعملون في التشغيل والصيانة ونظافة المرافق والمذابح والرقابة الصحية التي عمل من خلالها هؤلاء الأبطال 24 ساعة من خلال نظام الدوريات المتداخلة مجهَّزين بحوالي 600 معدة مختلفة تحركت بانسيابية ومهنية عالية وفق خطة الحج لهذا العام. لقد نجحت خطط الأمن العام هذا العام باعتماد سياسة تفكيك الكتل البشرية ونجحت في الشوارع الضيقة والمجاورة لجسر الجمرات وكذلك خطتها الملزمة لمؤسسات الطوافة ب 12 دوراً في خطة تفويج وإدارة الحشود حتى عودتها لمخيماتها. كان للجهد الرقابي الداخلي لكل المؤسسات والجهات العاملة دور في التوجيه وإعادة الأمور لنصابها بين القيادات والمنفذين، ونذكر هنا على سبيل المثال أن وزارة الحج دفعت بمراقبات هذا العام للتأكد من الخدمات المقدمة للنساء في مخيماتهن ومدى مطابقتها الاشتراطات النظامية في المشاعر المقدسة. تضمنت الخطة دور وزارة الإعلام التي استعدت مبكراً هذا العام من خلال إنشاء برجين جديدين في منى وعرفات من 5 طوابق لخدمات البث الحي للقنوات السعودية والعربية والإسلامية والأجنبية. اعتمدت الخطة على إبراز جهود هذه الدولة المباركة والمشاريع المقامة والمستقبلية وفق الرؤية السعودية 2030 وكذلك إبراز الدور الإرشادي للإعلام لمثل هذه المناسبات من خلال البعد عن التطرف والغلو والدعوة للوسطية والتسامح في الحج. كما أن دور وزارة الصحة يتضح من خلال خلو حج هذا العام من الأمراض الوبائية وكفاية عدد الأسرة والنقلة النوعية في إجراء العمليات الدقيقة مثل عمليات القلب المفتوح لأكثر من 150 حاجّاً داخل المشاعر المقدسة، وتمثل الدور الإنساني في تمكينها للحجاح ذوي الظروف الصحية التي تستدعي رعاية صحية خاصة من خلال تنقلاتهم من المدينة إلى مكة ومن ثم ما بين المشاعر من خلال سيارات الإسعاف متعددة الوظائف بطواقمها المدربة. نجحت الإدارات الخدمية من المياه والكهرباء والاتصالات بامتياز من خلال اتصال الخدمات وعدم انقطاعها خلال فترة الحج، ومما يذكر هنا هو الوفر الاستراتيجي للمياه والاحتياط المضاعف للشبكة الكهربائية التي تستخدم عند الحاجة فقط، وهذه الخدمات تكلف دولتنا كثيراً، وهي الخدمة التي جعلها ملك بلادنا وساماً لاسمه -حفظه الله- خدمة للحرمين وضيوف الحرمين. نرفع القبعة احتراماً وتقديراً لوزارة الحج التي تقدمت خطوات ملموسة في خدمات الحج لهذا العام وهدفت إلى استخدام التكنولوجيا في خدمة الحاج وتسهيل الحج وخدماته. المسارات الإلكترونية، والسوار الإلكتروني، والخدمات الإلكترونية في موقع وزارة الحج بالتعاون مع وزارة الخارجية، دليل على أننا أمام مستقبل مشرف لوزارة الحج بقيادة معالي الوزير وفريق عمله نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي لأمير منطقة مكةالمكرمة في تحويل مكة إلى مدينة ذكية.