أكد ل «عكاظ» مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وجه بإجراء المزيد من الدراسات العلمية لكل خطط الحج، في إشارة منه إلى أهمية وصول الخدمة الأمنية المقدمة لضيوف الرحمن لأعلى مستوى. وأوضح في حديث هاتفي مع «عكاظ» أمس أن نجاح موسم حج هذا العام يعود الفضل فيه بعد الله إلى دعم القيادة ومتابعة سمو النائب الثاني وزير الداخلية ونائبه ومساعده للشؤون الأمنية، ما أدى إلى تجنيب الحج أي حوادث أمنية، مؤكدا «نحمد الله، انصرف الحجاج لأداء نسكهم، ولم تسجل أي حوادث أمنية تعكر صفوهم». برامج مدروسة • نجح حج هذا العام دون حوادث تذكر، إلام تنسبون هذا النجاح؟ ¶ النجاح الذي تحقق في موسم حج هذا العام يعود الفضل فيه أولا إلى الله سبحانه وتعالى الذي أنعم على هذه البلاد بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وأمير منطقة مكةالمكرمة الذين جعلوا هذا الموسم نصب أعينهم وشغلهم الشاغل وأنفقوا عليه بدون حساب، وهذا الاهتمام وهذا الدفع مكنا الجهات العاملة من بذل قصارى جهدها وفق خطط وبرامج مدروسة أعدت بعناية فائقة، وكذلك توفير العناصر البشرية والإمكانيات الآلية والتجهيز من معدات وتقنيات والدعم اللوجستي، كل حزم الدعم هذه مكنت القوات العاملة في الحج من أداء دورها بفاعليه وبنجاح بالغ. • ثمن النائب الثاني وزير الداخلية جهود رجال الأمن العام على ما بذلوه من جهد وتفان في حفظ أمن الحج وحماية الحجاج من أي مكروه، كما أثنى على خطط الحج الدقيقة.. سؤالي: كيف تقرؤون هذا التثمين من سمو النائب الثاني لأفراد الأمن العام، وكيف نفذت الخطط الأمنية؟ ¶ أولا بالنسبة لإشادة سيدي النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، فهي وسام شرف يعتز به كل منسوبي الأمن العام من جنود إلى أرفع رتبة، ونحن نعلم أن سموه تابع كل الخطط، وزار مركز القيادة والسيطرة، واجتمع مع القيادات قبل الموسم، وناقش مع الجميع كل الخطط بتفاصيلها الدقيقة، وأصدر توجيهاته التي كانت تصب في خدمة الحجاج وعدم التواني في ذلك إطلاقا، ومعاملة جميع الحجاج معاملة متساوية بدون النظر إلى أي عوامل أخرى. الأمير نايف بن عبدالعزيز خبير بأمور الحج، فهو رجل الأمن الأول وعندما يتحدث عن الحج، فهو العارف به وبخططه والمتمكن في شؤون إدارة هذه الشعيرة العظيمة، الأمير نايف أيضا صاحب خبرة طويلة وصاحب مسؤولية تحملها على عاتقه كونه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا. دراسة السلبيات • كيف ستتم الاستفادة من نتائج الخطط الأمنية، هل سيتم إخضاعها للدراسة والتقييم؟ ¶ فيما يتعلق بمسائل الإفادة والتقييم، أود أن أوضح أن توجيهات النائب الثاني وزير الداخلية تؤكد دوما على أهمية إجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية لتجويد الخطط، وإخضاع ما تم تنفيذه للدراسات بغية استقصاء الإيجابيات وتلافي السلبيات، وهناك تقارير وصلت إلينا من القيادات الميدانية وهناك ملاحظات، وإيحابيات، وسلبيات، ولدينا فريق من مركز الدراسات والبحوث في الأمن العام قام بإجراء دراسة أثناء الموسم على عينة تتكون من ثلاثة آلاف فرد من منسوبي الأمن العام، هذه الدراسة مفصلة وتضم مفردات طويلة الهدف منها الارتقاء بالعمل في كل جوانبه. • هل نستطيع أن نقول إن الحج انتهى الآن بسلام، وما هي استعداداتكم لموسم الحج المقبل؟ ¶ أنت تتحدث معي الآن، وأمامي شاشات النقل الحية لحركة الحجاج ونفرتهم الثانية من منى إلى مكةالمكرمة، وكذلك حركة الحجاج على الطرق السريعة المؤدية إلى المنافذ أو إلى المدينةالمنورة. الحج لم ينته بعد، دورنا في الأمن العام سيستمر إلى أن يعود آخر حاج إلى بلده آمنا مطمئنا سالما غانما بعد أن من الله عليه بأداء فريضة الحج. أما الاستعداد لموسم الحج المقبل فبدأ من الآن، بعد ساعة من الآن (أمس) لدينا اجتماع لقيادة قوات أمن الحج لدراسة ما تحقق في موسم حج هذا العام من إيجابيات وسلبيات، والمباشرة من الآن بالاستعداد لموسم الحج المقبل، حيث ستعقد اجتماعات تخصيصة لكافة القوات ووضع التصور الأمثل لما يجب أن يكون عليه حج موسم العام المقبل، أؤكد أن الاستعداد للحج يبدأ من انتهاء الموسم مباشرة، هدفنا الوحيد من ذلك تقديم خدمة مثلى لضيوف الرحمن وتنفيذ توجيهات القيادة الحكيمة التي تؤكد على تقديم أرقى الخدمات وأفضلها للحجاج والمعتمرين. لا حوادث أمنية • هل سجلت أي حوادث تذكر في موسم الحج؟ ¶ المؤكد أنه لم تسجل أي حوادث ولله الحمد، والحجاج انصرفوا تماما لأداء الفريضة، ونحمد الله تعالى أن يسر وسهل لهم هذا الأمر. القيادات الأمنية التي تعاقبت على أداء هذه المهمة سواء في موسم حج هذا العام أو مواسم الحج الماضية قادت إلى تنفيذ الخطط بنجاح بالغ وفق رؤية مدروسة تأخذ في حسبانها كل الاحتمالات، واستيعاب جميع التطورات التي طرأت على المشاعر المقدسة من حيث المشروعات أو البنى التحتية أو الطرق ومنشأة جسر الجمرات والحرم المكي الشريف الذي انتهت فيه توسعة المسعى، ليتم إدارتها بطريقة علمية ذكية متكاملة حتى تمكن ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بيسر وسهولة وراحة بال، بالاستفادة من الخبرة ومن حزم الدعم. لقد مكنت المراقبة عبر الكاميرات التلفزيونية الأجهزة ذات العلاقة من إدارة الحج بطريقة هائلة والحمد لله، حيث تم تنفيذ الخطط المعدة أو حتى خطط الطوارئ متى اقتضت الحاجة، كما تمكن هذه التقنية العالية التي تنقل مباشرة ما يجري على أرض الواقع إلى مركز القيادة والسيطرة في الدراسات التي ستجرى لاحقا، فتوجيهات سمو النائب الثاني وزير الداخلية ونائبه ومساعده للشؤون الأمنية بإعداد الدراسات العلمية وفحص كل التقارير وتعزيز الإيجابيات وتطويرها بما يتناسب وظروف الحج. نجاح الخطة المرورية • دعني أسألك هنا عن الخطة المرورية في مشعر عرفات ومنى، كيف كانت؟، هل سجلت تلبكا مروريا؟ ¶ الخطة المرورية كانت موفقة، وكان التنفيذ لقرار النائب الثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القاضي بمنع دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا من دخول المشاعر المقدسة جيدا، بالرغم من تبلغ القيادة الأمنية للحج القرار قبل فترة بسيطة من بدء الموسم، إلا أن التفنيذ كان ممتازا وأسهم في نجاح الجح بشكل لافت، وقد ساعد على انسيابية الحج ونفرة الحجيج من عرفات إدخال طريق الطائف ضمن منظومة طرق الحج. التعامل بحزم • ولكن في مداخل المشاعر المقدسة، حاول أصحاب السيارات غير المرخصة الدخول بشدة كيف تم التعامل معهم؟ ¶ واجهنا محاولات شديدة من المخالفين للدخول إلى عرفات بسيارات غير مرخصة وتخالف أنظمة تعليمات نقل الحج، إلا أن الحزم في التعامل مع المخالفين أسهم في منعهم من الدخول، وأسهم في انسيابية الحركة في مشعر عرفات. في السنوات السابقة كان الحاج يجد صعوبة في السير في شوارع عرفات الداخلية بسبب المركبات التي تخنق الشوارع، هذا العام تم التصدي لمن حاول الدخول بكل حزم، وبالتالي انعكس أثره على خطة السير والحركة في عرفات في هذا العام، يستطيع كل شخص التحرك في كل شارع، ولله الحمد. • وماذا عن الحجاج الذين لا يحملون تصاريح حج؟ ¶ كانت هناك إجراءات حازمة لإعادة المخالفين من مداخل مكةالمكرمة الستة، وتم تطبيق هذا القرار بكل حزم، إلا أن المشكلة الباقية هي الحجاج غير النظاميين من داخل مكةالمكرمة سواء من المواطنين أو المقيمين؛ لأن المشاعر المقدسة أصبحت جزءا من مكةالمكرمة، وبالتالي يصعب السيطرة على حشود غير النظاميين، هناك دراسات تجرى وتنسيق عالي المستوى بين مختلف القطاعات سواء في وزارة الداخلية أو إمارة منطقة مكةالمكرمة أو قيادة أمن الحج، وكذلك الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة. هذا التنسيق سيتمخض عن إجراءات لمواجهة هذه المشكلة بإذن الله. وكما يعلم الجميع أن الحجاج غير النظاميين يشكلون عبئا على البنى التحتية والخطط، ومنى كما تعلم مهيأة فقط بخيامها لإسكان الحجاج النظاميين، ولم يبق سوى طرق الخدمات التي يجب أن تبقى بدون مفترشين، إلا أن الحجاج غير النظامين يفترشون الشوارع ويعيقون الطرقات، وبالتالي يؤذون أنفسهم والحجاج الآخرين ويعيقون سيرهم ويتسببون في مشاكل بيئية وصحية ويخالفون الأوامر، والعبادة تقتضي عدم مخالفة ولي الأمر، والمعالجات مستمرة، والمسؤول الأول عن هذه المخالفة هو الحاج الذي لا يحمل تصريحا، ولا بد أن يرتقي المخالف وأن لا يؤذي الحجاج غير النظاميين الذين تكلفوا كثيرا من أجل الوصول للمشاعر المقدسة، ويتطلعون لأداء الحج بدون مخاطر وبدون مشاكل، كما أنهم يسببون لنا في الأمن العام مشكلات تصل إلى التأثير على سلامة الحجاج وإحداث تدافع وتزاحم وعرقلة حركة المشاة والمرور، ولمواجهة ذلك خصصنا أعدادا كبيرة تكافح هذه المشكلة. خطط طوارئ • كيف تمت إدارة منشأة جسر الجمرات بطوابقها الأربعة هذا العام، هل اضطرت قيادة أمن الحج إلى تطبيق خطط طوارئ؟ ¶ الواقع أن القيادة طبقت في يوم التعجل يوم الثاني عشر من ذي الحجة العديد من الخطط الطارئة، بسبب أن 70 في المائة من الجحاج توجهوا للرجم في الطابق الأرضي، وقد تمكنت إدارة قوات الطوارئ الخاصة المعنية بإدارة الحشود في منطقة وجسر الجمرات من تطبيق خطط الطوارئ المتعددة والتحويل إلى أدوار أخرى. • وماذا عن قيادة تنظيم المشاة، هل نجحت في الحد من ظواهر الافتراش وإعاقة حركة السير للأشخاص والمركبات؟ ¶ التزمت قيادة تنظيم المشاة في شوارع منى وفي خطوط السير في الاتجاه إلى الجمرات والعودة منها بتطبيق الخطط بشكل رائع، كما نفذت تدابير جيدة جدا في مشروع نفق صدقي الجديد هذا العام، وكان لها جهود جبارة في تطبيق خطة المشاة في سلالم المشاة والسلالم الكهربائية والعادية، وفصل القادمين عن المغادرين بالرغم من ضيق المساحة ما أدى إلى عدم تسجيل أي حوادث ولله الحمد، كما امتد عمل تنظيم المشاة إلى الطرق المؤدية من جسر الجمرات إلى الحرم الشريف لمراقبة تحركات ضيوف الرحمن وتقديم خدمات الدعم والمساعدة لهم، وتوفير الحماية الأمنية وهو ما تحقق بفضل الله. • تدفقت جموع الحجيج المتعجلين والذين يتجاوز عددهم أكثر من 70 في المائة من عدد الحجاج، الأمر الذي شكل ضغطا هائلا على صحن الطواف في الحرم المكي الشريف، كيف تعاملت قوات الأمن مع كل هذه الحشود؟ ¶ لدينا قيادة خاصة لإدارة المشاة والحركة في الحرم الشريف والمنطقة المركزية، وقد تمكنت هذه القوة التي أنشئت في حج هذا العام إلى جانب قيادة قوات أمن الحرم الشريف من تنفيذ خطط دقيقة ومبرمجة وعلى مستوى عال من الجودة والكفاءة، أدت في مجملها إلى تمكين ضيوف الرحمن المتعجلين من الطواف والسعي والصلاة في الحرم يوم أمس دون حوادث تذكر، وسيتم تعزيز دور هذه القوة في الأعوام المقبلة؛ لأنها أثببت نجاحها، واستطاعت تفويج الحجاج إلى أبواب الحرم التي لا تشهد ازدحاما وكذلك إلى طوابق الحرم المتعددة.