نجحت الأجهزة والجهات المختلفة في تنظيم الحج للعام 1437، وجاءت بوادر النجاح، من خلال الاستعداد المبكر لجميع الوزارات والجهات والمؤسسات والقطاعات المعنية وفق إدارة وقيادة وزير الداخلية، لجميع القطاعات المختلفة للحج والتكامل والتناغم بينها. قبل اليوم الثامن من ذي الحجة، اتضحت معالم الخطة وتفاصيلها والجدية في تحقيق أهدافها وفق اللوائح التي تنظم العمل الأمني للمشاعر ومدينة مكةالمكرمة، من خلال وجود عشرات الآلاف من رجال أمننا من القطاعات المختلفة، واستطاع الأمن العام من إعادة ما يقارب من 85 ألف سيارة لا يحق لها الدخول للمشاعر، وتم ضبط نحو 48 ألف سيارة نقل مخالفين وضبط 22 حملة حج وهمية، الأعداد السابقة هي أقل من العام الماضي وتعكس نجاح الحملة الإعلامية لحج هذا العام من خلال التركيز على تفعيل الأنظمة ضد المخالفين والتأكيد بعدم السماح لغير المصرح لهم بالحج. أبرز أمن الطرق مهنية عالية في هذه المنظومة من خلال تفعيل الخطة بإعادة أكثر من 70 ألف سيارة مخالفة لاشتراطات نقل الحجاج عبر شبكة الطرق التي تشرف عليها في منظومتها الأمنية، وكذلك حجزت دوريات أمن الطرق نحو 28 ألف سيارة مخالفة لاشتراطات نقل الحجاج داخل المشاعر والتي تقل عن 25 راكبا، ولكم أن تتخيلوا المشهد لو تمكنت هذه الأعداد من السيارات من الدخول لمدينة مكة والمشاعر المقدسة وحالة الفوضى والاختناق التي من الممكن أن تحدثها. أما بعد اليوم الثامن فالحديث هنا لخطة الأمن العام لمشعر منى وعرفات ومزدلفة وترابطها وتفاعلها مع خطة الأمن العام لمدينة مكةالمكرمة، اتضح النجاح للمشاهد والمطلع لهذه الخطة من خلال انسيابية انتقال حجاج بيت الله الحرام بين المشاعر بيسر ودون حوادث تذكر. ونجاح المنظومة الأمنية كانت سببا في نجاح أكثر من 23 ألف موظف ومنسوب لأمانة العاصمة المقدسة والذين يعملون في التشغيل والصيانة ونظافة المرافق والمذابح والرقابة الصحية. نجحت خطط الأمن العام هذا العام باعتماد سياسة تفكيك الكتل البشرية ونجاحها في الشوارع الضيقة والمجاورة لجسر الجمرات وكذلك خطتها الملزمة لمؤسسات الطوافة ب12 دورا في خطة تفويج وإدارة الحشود حتى عودتها لمخيماتها. كان للجهد الرقابي الداخلي لكل المؤسسات والجهات العاملة دور في التوجيه وإعادة الأمور لنصابها بين القيادات والمنفذين، ونذكر هنا على سبيل المثال أن وزارة الحج دفعت بمراقبات هذا العام للتأكد من الخدمات المقدمة للنساء في مخيماتهم ومدى مطابقتها للاشتراطات النظامية في المشاعر المقدسة. تضمنت الخطة دور وزارة الإعلام والتي استعدت مبكرا هذا العام من خلال إنشاء برجين جديدين في منى وعرفات من خمسة طوابق لخدمات البث الحي للقنوات السعودية والعربية والإسلامية والأجنبية.