يبدو ألا أحد يريد (لجامعة الباحة) أن تصحو من غيبوبتها التي طالت، وهي منذ ولادتها قبل عقدٍ من الزمان، تعيش في غرفة الإنعاش تحت رحمة الله، ثم أجهزة التنفس الصناعي، فعلى الرغم من «تسونامي» الاستغاثات، و«الهاشتاقات»، التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، في بحر الأسبوع الماضي؛ لا يزال اليأس والإحباط؛ يسد منافذ الأمل والتفاؤل، لدى معظم المهتمين والمتابعين لحال هذه الجامعة «الفتية» عمراً، و«الهرمة» واقعاً، حيث شاخت وترهلت مبكراً، وكأن قدرها أن تبقى هكذا حتى تموت..! العجيب والمريب في الأمر؛ أن الأصوات التي حذرت من بدايات تسلل «المرض» إلى جسد الجامعة، لم تكن وليدة اليوم، فقد بدأت منذ ما يقارب السنوات العشر، ومن داخل كيان الجامعة؛ حيث «صرخ» أحد (أساتذتها)، محذراً من «فيروس» الإهمال والفساد، وملوحاً بالأدلة والبراهين، وما يزال «صوته المخنوق» يقاوم محاولات «الإسكات»، ويئن من التجاهل والتهميش، إضافةً إلى بعض أصوات النقد «الخجولة» التي تم تجاهلها ووأدها، حتى ذهبت أدراج الرياح..! لكنّ «هاشتاقات» الاستغاثة «الستة»، ومرادفاتها، التي دشنها طلاب وطالبات الجامعة قبل أيام على موقع «تويتر»، ووصلت «الترند» رغم محاولات «الحجب»، و«خطابات» التهديد والوعيد، ثم التصريحات الصاعقة والماحقة، (لوكيل الجامعة للتطوير)، أحد أركان الهيئة الإدارية؛ كشفت كلها عن حجم التردي، والتدهور، الذي وصل إليه هذا الصرح العلمي المنكوب..! المحبط بعد كل ذلك؛ أن (وزارة التعليم)، وهي جهة الاختصاص، ومناط المسؤولية، اكتفت بإصدار بيانٍ كُتب على عجل -في أقل من 48 ساعة-لم يأتِ بجديد، ولم يُبن عن نيةٍ جادة، لتدخل الوزارة بشكلٍ فاعلٍ وعاجل، لكشف الحقائق وإيقاف العبث والمهازل، وإنقاذ إحدى مؤسساتها التي تحتضر..!