يمضي الطبيب والكاتب المصري أحمد خالد توفيق بخطى راسخة في مشواره الذي اختاره قبل أكثرمن 20 عاماً بكتابة قصص وروايات الخيال العلمي من خلال روايته الجديدة (في ممر الفئران) التي يقدم فيها معالجة "أطول وأعقد" لقصة سابقة أصدرها قبل نحو سبع سنوات. جاءت الرواية في 379 صفحة من القطع المتوسط وصدرت عن دار الكرمة في القاهرة وهي أحدث رواية طويلة للمؤلف إلى جانب مئات القصص ضمن سلاسل (فانتازيا) و(سافاري) و(ما وراء الطبيعة) ومقالات نشرت في عدة مجلات وصحف مصرية. ويسير أحمد خالد توفيق (54 عاما) بهذه الرواية نحو مستوى جديد من كتاباته في عالم الخيال العلمي بعد روايته السابقة (مثل إيكاروس) وهو الانتقال من مرحلة روايات الجيب التي تبنته خلالها المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع واستهوت الكثيرين من فئة الشباب إلى الروايات الطويلة التي ينافس فيها كتاب الروايات ربما معتمداً على أن قراءه الحاليين أصبحوا من جيل أكبر سناً وأكثر نضجاً. وحين يطالع القارئ الصفحة الأولى من الكتاب الأخير ربما يسري في نفسه إحباط إزاء اعتراف المؤلف بأن ما هو قادم مجرد معالجة لقصة(أسطورة أرض الظلام) التي صدرت ضمن سلسلة (ما وراء الطبيعة). إلا أنه يعود بمهارة ليلقي بالطعم الذي يداعب به فضول الكثيرين من محبي القراءة والمنشغلين بإعمال عقلهم في الربط بين ما يقرأون وما يدور حولهم من أحداث اجتماعية وسياسية. يقول في المقدمة "السبب الذي دفعني لهذه المعالجة هو أن الفكرة بدت لي في رمزيتها ملامسة للواقع السياسي الذي تحياه شعوبنا العربية حالياً في مخاضها نحو الحرية والقيم الإنسانية العالمية"، واعدا القارئ بأنه سيجد "اختلافاً جذرياً في العمق والحبكة والنهاية". تبدأ الرواية من عند الشرقاوي وهو مهندس في الأربعين من عمره يعيش حياة مريحة إلا أنه فقد الرغبة في كل شيء ويعاني شعور "العجز"عن مواجهة أي شيء والإحساس بأنه غير مؤثر. يتناول الشرقاوي قرصاً منوماً حتى يهرب من التفكير في واقعه الفارغ لكن الساعات القليلة التي كان يطمع في أن يريح فيها ذهنه تتحول إلى غيبوبة يدخل على إثرها للمستشفى حيث لا يجد الأطباء سببًا واضحاً لحالته في ظل عمل كافة أجهزة جسمه بكفاءة.