حلمت ذات نومة أنني في فسطاط أحد المسؤولين، في إحدى دول الرخاء والعافية، وقد تحلق الناس حوله حلقاً حلقاً، وهو يشاورهم في شؤون دنياهم ويرش الدنانير على رؤوسهم، ويوزع الابتسامات العريضة بعد أن احتوى قلبه الجميع دون فرق أو تمييز، وبينما كان الجمهور في فرح وسرور بلقاء المسؤول، وهو يناشدهم بتقديم طلباتهم وتمنياتهم، إذ أقبل فارس غامق اللون عريض المنكبين بيده عشرة أصابع كسر بجثته ظهر فرسه وقد أركب أمامه شاب أدعج العينين ضعيف البنية ومن خلفه فتاة انكسرت عينيها خلف خمارها، وبعد أن ترجل فرسه ضمه المسؤول إلى صدره وقال أهلاً بك يا عنتر حللت أهلاً ووطأت سهلاً، تمنى يا عنتر، قال ما يحتاج يا سيدي. قال بل تمنى يا عنتر، قال: أتمنى أن يتم إغلاق جميع الجمعيات الخيرية لأنها لا تغني ولا تسمن من جوع، وتذكرني بالفقر والفقراء، وأن يتم تحويل رواتب شهرية لهم على حسابهم في البنك بواقع ألف ريال لكل فرد في الأسرة. وأتمنى تأمين وظيفة لكل مواطن في أسرع وقت لتحفظ له كرامة العيش. كما أتمنى أن يكون أدنى حد للراتب هو 3000 ريال لشهادة الإبتدائية و4000 آلاف للمتوسطة و5000 آلاف للثانوية و6000 آلاف للدبلوم.وأتمنى أن يتم منح كل مواطن قطعة أرض ألف متر مربع في هالصحراء القاحلة اللي ما تعرف لها حدود من كبرها والحمد لله وقرض مليون ريال من هالمليارات الوفيرة، والحمد لله للبناء بأقساط ميسرة وبخصم 25% حال السداد المنتظم وشكراً لك سيدي.أحسنت، تمنى يا شيبوب. استحى شيبوب وقال: حتى أنا يا مولاي؟ فقال: نعم تمنى لأن لك حق مثلك مثل غيرك. فقال: أتمنى أن تحظى قريتي بواحد على مليون مما حظيت به المدن الكبرى التي شفطت ميزانياتنا. وأتمنى فصل ميزانية بلدية ديرتنا بأسرع وقت، وأن تخصص لها ميزانية مستقلة لتمتلك صلاحيات تنمية قراها. كما أتمنى أن أرى في كل قرية ملعباً مؤهلاً للشباب وناديا رياضي مدعوما من الرئاسة وأن يتم عمل مضمار مشاة وأن تكون هنالك حديقة متنفس لعوائل القرية وأطفالها أسوة بما هو في المدن.وأتمنى أن يسمح بالبناء ألف دور في القرية لأنها من حقوق الشخص وليست من حقوق البلدية لنبني شققاً لعيالنا بدلاً من أن نكد عمرنا كله لنشتري أرضاً أخرى 500 ألف أو تزيد، وشكراً لك يا مولاي. فقال: تمني يا عبلة. فقالت: حتى الحرمة تتمنى يا مولاي؟ أجاب: نعم نحن لا فرق عندنا بين الحريم والرجال.فقالت: أتمنى أن يسمح لأخواتي بقيادة السيارة في القريب العاجل لأنه أمر (شكله) سيكون في القريب الآجل، ولإيقاف الجدل والهذر والكلام الطويل العريض مفروض توضع الشروط والقيود وتسن الأنظمة والقوانين ويفسحوا لهن السير في وضح النهار أسوة بنساء المسلمين.وأتمنى أن يكون عمر التقاعد 45 سنة للمرأة أو خدمة 15 سنة فقط لتعيش حياتها مع زوجها وعيالها وتفتح مجال لغيرها وشكراً لك يا مولاي.فقال: بل الشكر لكم أن زودتموني بهذه المقترحات المفيدة كثر الله من أمثالكم. أبشروا. سنرفع طلباتكم للمسؤولين وإن شاء الله سيعمكم الخير، وهو آت بإذن الله.