باسمي وباسم كافة المواطنين العرب من المحيط إلى الخليج أشكر الإخوة المصريين والجزائريين على هذا المسلسل الكوميدي غير اللطيف الذي صاحب منافستهما الكروية الشرسة خلال تصفيات المونديال، لقد كنا بحاجة إلى الضحك في هذه اللحظة التاريخية غير المجيدة التي أصبحنا فيها (ملطشة) لكل الطامعين والغزاة، لذلك جاء هذا الصراع الكروي وما صاحبه من ردح إعلامي وعداء جماهيري ومفاخرات تاريخية مضحكة ليضحكنا حتى ظهرت نواجذ مائتي مليون مواطن عربي (بعد خصم عدد سكان الجزائر ومصر!). شكرا ل (عنتر) الجزائري وشقيقه شيبوب والشكر موصول لكافة فرسان بني عبس الذين حولوا ملعب كرة القدم إلى ساحة للوغى وكروا وفروا في هيجاء خط التماس، شكرا لأبو تريكة وبقية فرسان بني ذبيان فلو ساعدهم الحظ وسجلوا إحدى الفرص الكثيرة التي تهيأت لهم لخسرنا نحن المتفرجين فرصة متابعة هذه المسرحية الهزلية ولما استمتعنا بشطحات صحافة عمارة الزيادي: (اللي ما تنطفي له نار، ولا ينذل له جار)!. لقد مللنا من أخبار الأسهم، وأربكتنا رسائل التحذير من انفلونزا الخنازير، وأصبحنا واثقين تمام الثقة بأن حكومة نتنياهو لا تملك الوقت حتى للنظر في هذه الكائنات الهامشية التي يسمونها العرب، ولم يعد يصلنا من لبنان سوى الأخبار المكررة، لذلك كنا بأمس الحاجة للتجديد وتغيير الجو والضحك، وهذا ما حدث بفضل هذه الموقعة الكروية الشرسة. يا له من كرنفال عجيب.. مظاهرات احتجاح وإجراءات دبلوماسية صارمة، استدعاء للسفراء وحوادث اعتداء على عمال مساكين وتكسير زجاج الحافلات وبرامج تلفزيونية ساخنة وشتائم عنصرية وحرق أعلام وحروب صحفية أخرجت عبد الناصر وبومدين من قبريهما! و...(زحمة والشارع فاضي)، حتى مطربو الفيديو كليب نزلوا الى ساحة الوغى بعد أن تحولت الوطنية إلى لعبة سهلة تبدأ بشتم بلد الفريق المنافس وتنتهي بالمفاخرة التاريخية بفضل بلدك على سائر بلدان بني يعرب. لقد تأهلت فرنسا على حساب آيرلندا بكرة من يد هنري، ولو حدث ذلك بين فريقين عربيين لقطعت يد هنري ولظهرت الأدلة الصحفية المصورة على الرشوة التي تم تقديمها للحكم في حمام المطار!، ولكن الآيرلنديين الذين خسروا المونديال بهدف غير صحيح أنهوا رحلتهم في تصفيات المونديال بمصافحة نظرائهم الفرنسيين ثم تقدم الآيرلنديون بطلب لإعادة المباراة رفضته الفيفا فتقبلوا القرار بروح رياضية ولم تندفع جماهيرهم رغم غضبها الشديد لتحطم مكتب الخطوط الجوية الفرنسية!. الأمر الذي يضمن استمرار بهجتنا أنه حتى لو انتهت كوميديا مصر والجزائر فإن مباريات كأس الخليج تضمن لنا الاستمتاع بمثل هذه الحروب الإعلامية والجماهيرية وكذلك الأمر بالنسبة لأي لقاء كروي بين سوريا ولبنان.. فكلنا عنتر وكل صحفنا حصانه الأبجر!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة