أخي الرجل الكريم لا تظن أن القوامة التي أعطاك الله إياها، هي تشريف بقدر ما هي تكليف، ولذلك خذ هذه الوصايا من قلب محب ومشفق، سيما أننا نعيش في عصر وعالم منفتح وتذكر أنك رجل، قال الله تعالى: (وليس الذكر كالأنثى). فلا تهن زوجتك، فإن أي إهانة توجهها إليها، تظل راسخة في قلبها وعقلها. وأحسن معاملتك لزوجتك تحسن إليك، أشعرها أنك تفضلها على نفسك، وأنك حريص على إسعادها، ومحافظ على صحتها، ومضح من أجلها. تذكر أن زوجتك تحب أن تجلس وتتحدث معها وإليها في كل ما يخطر ببالك من شؤون، لا تعد إلى بيتك مقطب الوجه عابس المحيا، صامتا أخرس، فإن هذا يثير فيها الشكوك. ولا تفرض على زوجتك اهتماماتك الشخصية المتعلقة بثقافتك أو تخصصك. كن مستقيما في حياتك، تكن هي كذلك، وحذار أن تمد عينيك إلى ما لا يحل لك. وإياك ثم إياك أن تثير غيرة زوجتك، بأن تذكرها من حين لآخر أنك مقدم على الزواج من أخرى، أو تبدي إعجابك بإحدى النساء، فإن ذلك يطعن قلبها في الصميم ويقلب مودتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون، وكثيرا ما تتظاهر تلك المشاعر بأعراض جسدية وصحية، ولا تذكر زوجتك بعيوب صدرت منها في مواقف معينة، ولا تعيرها بتلك الأخطاء والمعايب، خاصة أمام الآخرين. وعدّل سلوكك من حين لآخر، فليس المطلوب فقط أن تقوم زوجتك بتعديل سلوكها، وتستمر أنت متشبثا بما أنت عليه، وتجنب ما يثير غيظ زوجتك ولو كان مزاحا. واكتسب من صفات زوجتك الحميدة. والزم الهدوء ولا تغضب، فالغضب أساس الشحناء والتباغض، وإن أخطأت تجاه زوجتك فاعتذر إليها. وامنح زوجتك الثقة بنفسها، بل شجعها على أن يكون لها كيانها وتفكيرها وقرارها. أثن على زوجتك عندما تقوم بعمل يستحق الثناء، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(من لم يشكر الناس لم يشكره الله). حاول أن توفر لها الإمكانات التي تشجعها على المثابرة وتحصيل المعارف، فإن كانت تبتغي الحصول على شهادة في فرع من فروع المعرفة فيسر لها ذلك. وأنصت إلى زوجتك باهتمام، فإن ذلك يعمل على تخليصها مما ران عليها من هموم ومكبوتات.