بعد الزيارات المكوكية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان والوفود المرافقة له في الصين واليابان خلال الأسبوع الماضي، تعود الرؤية السعودية 2030 لتطرح على طاولة قمة العشرين بحضور زعماء دول العالم الذين ينظرون إليها بإيجابية، كون المملكة تلعب دوراً بارزاً في عضوية مجموعة دول العشرين، وتمثل الصوت الأقوى للدول النامية. وقد جاءت رؤية 2030 لتستهدف الانتقال من مرحلة النفط إلى ما بعد النفط، من خلال تحفيز الاقتصاد وتنوع مصادر الدخل، وقد قام الأمير محمد بن سلمان منذ منتصف عام 2016 بعد طرح الرؤية بتقديم توضيح متكامل حولها عبر اللقاءات التليفزيونية والإعلامية التي بثتها كافة وسائل الإعلام العالمية، ولم يكتفِ سمو الأمير محمد بوسائل الإعلام، بل ذهب إلى الدول المستهدفة ضمن فريق عمل اقتصادي متكافئ يستطيع الرد على كافة الأسئلة التي قد ترد إلى ذهن المستثمر الأجنبي، وقد كان هناك أثر إيجابي من خلال المنتدى السعودي الصيني والمنتدى السعودي الياباني اللذين سبقا انعقاد قمة العشرية، وها هي اليوم تنعقد القمة بحضور القيادات العالمية، متخذين من منهج الرؤية خروجاً من الأزمة الاقتصادية من خلال تنوع مصادر الدخل، فتحوَّلت الرؤية إلى نقطة ارتكاز في قمة العشرين. قمة العشرين اليوم تنعقد وسط انهيارات اقتصادية في أسواق النفط وحروب شرق أوسطية ونزاعات في آسيا والحروب في بعض الدول المتفككة من الاتحاد السوفييتي وتقلباتها في التوجهات السياسية، مما جعل حالة الاقتصاد حالة غير مستقرة. وبهذا وجدت المملكة الحلول من خلال تنوع مصادر الدخل وعدم الاعتماد فقط على البترول كمنتج أساس في الاقتصاد العالمي، بل سعت إلى أن يتحول البترول لسلعة ثانوية، كما أكد الرئيس الصيني في بداية كلمته على الأهداف الفرعية لقمة العشرين، التي توافقت مع الرؤية السعودية، وهي "إبداع نمط النمو الاقتصادي"، و"رفع فاعلية الإدارة العالمية للاقتصاد والمال"، و"دفع التجارة والاستثمار العالمي"، و"دفع التنمية الشاملة والمترابطة"، وهي رؤية نالت توافق قادة العشرين في المؤتمر، كما حصل سمو الأمير محمد بن سلمان على فرصة لتقديم الرؤية السعودية في استقطاب الاستثمار العالمي داخل المملكة ضمن بيئة آمنة وقانونية تسهِّل لها روح التحرك التجاري لتدفع عملية التنمية في الداخل والخارج، مما ينعكس على الاقتصاد العالمي بكثير من إيجابيات عدم الاعتماد على النفط كمصدر أساس محرِّك للاقتصاد.