اصطف آلاف من مواطني أوزبكستان في الشارع الرئيسي بالعاصمة طشقند فجر أمس، مع مرور موكب ينقل جثمان الرئيس إسلام كريموف في المدينة. ودفن كريموف، الذي توفي الجمعة بعد إصابته بجلطة عن عمر78 عاما، أمس بمدينة سمرقند مسقط رأسه الواقعة على بعد نحو 300 كيلو مترا جنوب غربي طشقند. وحكم كريموف أوزبكستان الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى منذ 1989، وولد قرابة نصف مواطني البلاد البالغ عددهم 32 مليون شخص بعد توليه السلطة. وحمل الكثير من المشيعين الزهور، أغلبها ورودا حمراء وضعوها على الطريق مع مرور الموكب الجنائزي، الذي انطلق في السادسة صباحاً في طريقه إلى المطار. وبكى أحد المشيعين قائلا: «ماذا سنفعل في غيابك؟» وقال أحد سكان طشقند ويبلغ من العمر 39 عاماً طالبا عدم ذكر اسمه: «كان هذا أطول وأصعب أسبوع في حياتي، ومازلت لا أصدق ما حدث ولا أعلم ماذا سيحدث الآن، أنا ضائع». وقال مدرس يدعى عثمان (55 عاماً): «أدركت عند مرور الموكب من هو الشخص الذي فقدناه، أشعر بالحزن الشديد». وسيتقدم رئيس الوزراء شوكت ميرزاييف مراسم جنازة كريموف في علامة على أنه قد يصبح الرئيس المقبل. وقال أوشاكوف للصحفيين على هامش منتدى تجاري في مدينة فلاديفوستوك بشرق روسيا: «نأمل بأن يكون (الموقف) مستقراً». واختار كريموف الذي قاد الجمهورية السوفيتية السابقة إلى الاستقلال عن موسكو، «تيمور لنك» حاكم آسيا الوسطى في القرن الرابع عشر والفاتح صاحب الميل إلى القتل الجماعي بطلاً قومياً لأوزبكستان. ولم يتسامح كريموف مع أي شكل من أشكال المعارضة خلال 27 عاماً قضاها في سدة الحكم، إذ قاوم بصلابة ضغوطاً لإصلاح الاقتصاد الأوزبكي الضعيف، وحرس بيقظة شديدة استقلال بلاده عن روسيا والغرب. وفي رفض شديد كعادته للدعوات الغربية لاحترام حقوق الإنسان، قال كريموف في 2016: «لا تتدخلوا في شؤوننا بحجة دعم الحرية والديمقراطية. لا تقولوا لنا ماذا نفعل ومن نصادق وكيف نوجه أنفسنا». وفي ظل حكمه أصبحت أوزبكستان تلك البلد التي يسكنها 32 مليون نسمة وتقع على طريق الحرير القديم الذي يربط آسيا وأوروبا واحدة من أكثر الدول انعزالاً وشمولية. ودأب كريموف على التحذير من التهديد الذي يشكله الإسلاميون المتشددون لاستقرار منطقة آسيا الوسطى الشاسعة المساحة والغنية بالموارد الطبيعية، لكن منتقديه يتهمونه بالمبالغة في الأخطار، لتبرير إجراءاته الصارمة ضد المعارضة السياسية. وقال عن الإسلاميين في خطاب أمام البرلمان عام 1996: «أشخاص من هذا القبيل يجب إطلاق النار على رؤوسهم. وإذا لزم الأمر وكنتم تفتقرون إلى العزم فسأطلق عليهم النار بنفسي».